حلقة متميّزة بكل المقاييس، قدّم فيها النائب الأستاذ علي حسين عشال نموذجًا نادرًا للمسؤول الوطني الذي يجمع بين الوعي السياسي والصدق الأخلاقي والرصانة البرلمانية.
لم تكن مجرد حلقة حوارية، بل كانت وثيقة وعي وذاكرة وطنية تختصر مسيرة اليمن في ربع قرن من العمل البرلماني، وتضيء على تحولات الجنوب واليمن عمومًا بعمق وشجاعة ومسؤولية.
بأسلوبه المتزن وطرحه العميق، استطاع الأستاذ عشال أن يرسم أمام المستمع خريطة تاريخية دقيقة لمراحل مرت بها بلادنا — من عهد الدولة إلى زمن الحرب، ومن مسار البناء إلى تحديات الانقسام والفساد. تحدث بلغة الهمّ الوطني، لا بلغة التبرير، فكان صادقًا في نقده، شفافًا في عرضه، وموضوعيًا في تشخيصه.
في حديثه عن الأزمة اليمنية الراهنة، لم يكتف بوصف المأساة، بل قدّم مؤشرات واقعية ومهمة للخروج منها؛ مؤشرات تبدأ من تفعيل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها مجلس القيادة الرئاسي والبرلمان، داعيًا إلى أن تمارس رئاسة مجلس النواب دورها الدستوري والرقابي والوطني كما يجب، وإلى أن تنهض بقية مؤسسات الدولة بواجبها تجاه الشعب والوطن.
لقد قدّم الأستاذ علي حسين عشال في هذه الحلقة نموذجًا للبرلماني المسؤول والوطني الملتزم، الذي لا يغريه المنصب ولا تُسكتُه الحسابات، بل يتحدث بضمير الأمة ويعبّر عن وجعها وآمالها.
كلماته جاءت هادئة لكنها حادّة في المعنى، بسيطة لكنها عميقة في الدلالة، تُذكّرنا بأن الوطن لا يزال يملك رجالاً مخلصين يحملون في صدورهم نبض الشعب، ويضعون مصلحة اليمن فوق كل اعتبار.
إن هذه الحلقة ليست مجرد توثيق لمسيرة نائب برلماني، بل هي صفحة من الوعي الوطني اليمني، ودعوة صادقة لكل مؤسسات الدولة أن تستعيد دورها، وأن تعود إلى روح المسؤولية التي جسّدها النائب عشال في خطابه وأدائه وفكره.
---
✍️ عبدالعزيز الحمزة
الخميس 6 نوفمبر 2025