آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-06:34م

أبين... وطن لا يُقسم

الأربعاء - 12 نوفمبر 2025 - الساعة 05:14 م
د. هزم أحمد

بقلم: د. هزم أحمد
- ارشيف الكاتب


*اليمن... أولاً ..

في كل مرة تتألم فيها اليمن، تكون أبين أول من ينزف وآخر من يشتكي.

هي المحافظة التي حملت الوطن على أكتافها في كل المراحل، وقدمت رجالاتها فداءً لوحدته واستقراره، فكيف يُعقل اليوم أن تُكافأ أبين بمحاولات بائسة لتفتيتها وتمزيق نسيجها الاجتماعي والجغرافي تحت ذرائع واهية ومشاريع صغيرة؟

ما يُطرح اليوم عن ضم أجزاء من أبين إلى شبوة وأخرى إلى يافع، ليس مجرد عبث إداري أو إعادة ترسيم حدود، بل مخطط خبيث يضرب في عمق الهوية الوطنية ويستهدف الدور التاريخي لأبين في صناعة القرار اليمني وفي حماية الجنوب واليمن كله من مشاريع التشطير والوصاية.

إنها محاولة لضرب روح المحافظة وتقسيم ولائها، وإشعال نار الفتنة بين أبنائها، بعد أن فشلوا في كسرها عسكرياً وسياسياً.

أبين ليست قطعة أرض تُقسّم على طاولة المصالح، ولا غنيمة تُوزع بين الطامعين، بل روح وطن ومهد رجال حملوا راية الدولة في أصعب اللحظات.

من أبين خرجت القيادات التي وحدت اليمن، ومنها انطلقت أصوات الوطنية الخالصة، فهل يُعقل أن تُجزّأ اليوم خدمة لأجندات مناطقية ضيقة؟ إن من يتحدث عن تقسيم أبين يجهل التاريخ ويتجاهل الجغرافيا والهوية.

فأبين ليست مجرد محافظة، إنها الركيزة الجنوبية للوطن اليمني الكبير، وجدار التوازن الذي منع انهيار الجنوب في كل المنعطفات.

ومن يمس أبين يمس الجنوب كله، ويفتح باب صراع لن يغلقه أحد.

لذلك نقولها بوضوح:

أبين الز أبين الوطن.

أبين القيادة والمواقف والتاريخ.

لن تُختزل في خطوط على خارطة، ولن تُباع في صفقات، ولن تُجزّأ أرضاً أو ولاءً.

ومن يخطط أو يسعى أو يموّل هذا المشروع عليه أن يعلم أن أبناء أبين سيكونون أول من يرفض وأول من يتصدى، لأن من يقسم أبين إنما يقسم اليمن الوطن لا يُبنى بالتقسيم، بل بالتلاحم.

واليمن اليوم بحاجة إلى من يوحّد صفه لا من يمزّق نسيجه.

أبين باقية كما كانت: قلب اليمن النابض ودرعه الذي لا ينكسر.