ما تزال الشرعية تترنّح داخل مربع المحاصصة وتقاسم الفتات في وطنٍ منهك، لم يبقَ منه المساعدات التي تصل من الأشقاء، بينما يتنازع الفرقاء على مناصب لم يعد لها أي جدوى فعلية.
المحاصصة باتت حكرًا على أصحاب النفوذ، أما الكفاءات والمناضلون الحقيقيون فقد تم تهميشهم، وكأن لا مكان لهم في مشهد مشوّه لا يُقدّر التضحيات ولا يعترف بقيمة النضال.
الفرص تتبخّر واحدة تلو الأخرى، واللحظات المناسبة لحسم المعركة وإنقاذ اليمن من براثن ميليشيا الكهف والظلام تتكرر، لكن دون نية صادقة، أو إرادة حقيقية لاستعادة صنعاء ،لقد تم رهن مصير الوطن لصالح حسابات آنية وضيقة لا ترتقي لمستوى وطني جامع.
حتى الشرفاء الذين يحملون حلم الجمهورية والمواطنة واستعادة الدولة الوطنية، جُرّوا إلى مستنقع الشراكة والتقاسم، رغم أن أولوياتهم كانت ولا تزال أسمى من منصب أو مكسب، وأكبر من هذا "الفتات" الذي يُوزع دون كرامة.
فما جدوى حكومة لا تسيطر على كامل تراب الوطن؟
لا تنسوا أنكم لا زلتم مشردين، وأن هناك ميليشيا تتحكم بمصير شعب بأكمله، تستخدمه كوقود لحرب عبثية، وورقة ابتزاز لخدمة مشروع سلالي طائفي لا يمت لليمن بصلة.
من المؤسف أن الدروس لم تُفهم بعد، وأننا لم نحسن صيانة وطننا، ولا قراءة تجاربنا، فاستمر النزيف والمعاناة، فقط لأننا نسينا الهدف الأسمى ،استكمال التحرير، واستعادة الدولة، والجمهورية.