آخر تحديث :الإثنين-15 ديسمبر 2025-05:31م

يا أبناء حضرموت، إلى متى نمنح التصفيق لمن يسيء إلى قيمنا؟

الإثنين - 17 نوفمبر 2025 - الساعة 07:38 ص
د. فائز سعيد المنصوري

بقلم: د. فائز سعيد المنصوري
- ارشيف الكاتب


توقفت متعجبًا أمام مشهد لرجل حضرمي يهزّ القصع، والأعجب من ذلك أن تجد من يصفّق له، ويترنّم، ويعزف، وكأنما يشهد إنجازًا عظيمًا. بل الأدهى أن ترى طفلًا حضرميًا يقلّد هذا الفعل، ومن حوله من يدفع له المال ويصفّق، وكأن هذا السلوك ينسجم مع عادات وتقاليد الحضارم. أحقًا بلغ ببعض أبناء حضرموت ألا يروا في ذلك عيبًا؟ فمتى يفيق هؤلاء من غفلتهم؟


لقد ظهرت في مجتمعنا الحضرمي ظواهر غريبة وأحداث دخيلة لا تليق بتاريخنا ولا بمكانتنا. فبدلًا من توجّه أبناء حضرموت إلى العلم الذي يرفع شأنهم ويبني مستقبلهم، انشغل بعضهم بممارسات لا قيمة لها، ووقف آخرون يصفّقون لها كأنها فخر يُحتفى به.


إن حضرموت، بتاريخها الممتد عبر القرون، وبعلمائها وتجارها ورجالاتها الذين بنوا أمجادًا في أصقاع العالم، أكبر من أن تُختزل في سلوك عابر أو ترف فارغ. ولا يليق بأهلها—أهل الحِلم والأدب والرصانة—أن يسمحوا لثقافة دخيلة بأن تتسلل إلى بيوتهم أو عقول أبنائهم.


يا حضارم، أفيقوا من غفلتكم، وارفضوا كل ثقافة دخيلة عليكم، وتمسّكوا بهويتكم ومكانتكم التاريخية؛ فهي أمانة في أعناقكم ومسؤولية أمام الأجيال القادمة.