في مرحلة مفصلية تعيشها الدولة بين ظلال الحرب وإرهاصات السلام، وبين تحديات الأمن ومتطلبات البناء، يبرز الشيخ أنور علي العمري نائب وزير الأوقاف والإرشاد كأحد النماذج الوطنية المخلصة التي استطاعت أن تعبر من ساحات القتال إلى ساحات الإدارة والبناء برؤية متوازنة وشجاعة مسؤولة، فهو قائداً لم تصنعه الصدفة، بل صقلته ميادين المواجهة وعززته تجارب الإدارة والعمل المؤسسي.
لقد خاض العميد القائد أنور العمري أشرس المعارك دفاعًا عن الجنوب في وجه المليشيات الحوثية الإرهابية، مستندًا إلى إيمان راسخ بأن بقاء الدولة مرهون بصمود رجالها وثبات المقاتلين في خطوط النار، لم يكن مجرد مشارك في القتال، بل كان صوتًا ميدانيًا حاضرًا يعكس روح المقاومة والانضباط، ويجسد الشجاعة لا بالشعارات، بل بالفعل والتضحية والإقدام.
أسهم القائد البطل أنور العمري في حماية الأرض وصون الكرامة الوطنية، وترك بصمة واضحة في مسيرة الدفاع عن الجنوب، لكنه لم يتوقف عند حدود النصر العسكري، فقد أدرك مبكرًا أن للسلم معركته، وللبناء جبهته، وأن مسؤولية الرجال لا تنتهي بإسكات البنادق، بل تبدأ عند الشروع في بناء الدولة، وفهم أن التحدي الحقيقي يكمن في الانتقال من حماية الأرض إلى إحياء المؤسسات، ومن المقاومة إلى التنمية، ومن المعارك الميدانية إلى معارك الإدارة والحوكمة.
اتجه بعد مرحلة المواجهات المباشرة إلى العمل الإداري المؤسسي، متقلدًا مهامًا وطنية في قيادة المؤسسة الاقتصادية بعدن، ومن ثم نائباً لوزارة الأوقاف والإرشاد بالعاصمة عدن حيث عمل ويعمل على ترسيخ قيم الدولة الحديثة:
الانضباط – الشفافية – المساءلة – واحترام النظام والقانون.
ويسعى لإعادة تفعيل المؤسسات ورفع كفاءتها، ويحرص على تحقيق مشاريع تنموية ملموسة تخدم المواطن وتعزز دور الدولة في التنمية المستدامة، ويسعى حالياً على حماية أراضي الوقف واستثمارها، واهتمامه بالتوجيه والإرشاد الديني ونشر الوسطية والاعتدال وهو النهج التي تنتهحه وزارة الأوقاف والإرشاد، وتعزيز الأداء المؤسسي في ديوان الوزارة وفروعها في المحافظات المحررة.
هذا التحول لم يكن مجرد انتقال وظيفي، بل كان تحولًا فلسفيًا في مفهوم القيادة. فقد انتقل العمري من مفهوم “السيطرة العسكرية” إلى مفهوم “الحوكمة المدنية”، ومن “المقاومة من أجل البقاء” إلى “البناء من أجل الاستقرار”، مؤكدًا أن قوة الدولة لا تُصنع فقط في جبهات القتال، بل في قوة مؤسساتها وقدرتها على خدمة المجتمع.
لقد قدم القائد أنور العمري نموذجًا رائعاً للقائد الوطني المخلص النزيه العادل الشجاع الذي يجمع بين الجرأة الميدانية والرؤية المؤسسية، ويؤمن أن التحرير الحقيقي لا يكتمل إلا بمؤسسات عادلة وقوية، وأن التنمية هي خط الدفاع الأول عن سيادة الدولة واستقرارها.
إن مسيرة العمري ليست انتقالاً من الزيّ العسكري إلى المقعد الإداري، بل هي إعادة تعريف للقيادة الوطنية التي تحوّل التحديات إلى فرص، وتعيد للدولة حضورها، وللمجتمع ثقته، وللتنمية مكانتها.
----------------------------------
★مدير عام الموارد البشرية
وزارة الأوقاف والإرشاد.
ناشط سياسي في الحراك السلمي الجنوبي.
عضو مجلس يافع القبلي.