آخر تحديث :الإثنين-24 نوفمبر 2025-12:29م

غزة واليمن بين الحسابات البشرية والتدبير الإلهي: قراءة في المشهد الجيوسياسي الراهن.

الجمعة - 21 نوفمبر 2025 - الساعة 08:07 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الشرق الأوسط، تتجه الأنظار نحو قطاع غزة واليمن كمسرحين رئيسيين لتدخلات دولية متشابكة، تتجاوز الأبعاد العسكرية لتلامس عمق الصراعات السياسية والدينية والجيواستراتيجية.


وفقًا لتقديرات سياسية متداولة، يجري تشكيل قوة دولية ذات طابع متعدد الجنسيات، تضم الولايات المتحدة، بريطانيا، وعددًا من دول أوروبا الغربية، إلى جانب دول عربية وإسلامية.

هذا التحالف، كما تشير بعض التحليلات، لا يخلو من تأثيرات تيارات صهيونية عالمية وإقليمية، ويهدف بشكل مباشر إلى إنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة، سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا.


التحرك الدولي هذا يُقرأ في سياق إعادة تشكيل المشهد الفلسطيني، بما يتماشى مع مصالح القوى الكبرى، ويطرح تساؤلات حول مستقبل المقاومة الفلسطينية، وموقع غزة في الخارطة السياسية الجديدة للمنطقة.


ورغم وضوح المعطيات السياسية على الأرض، فإن هناك من يرى أن هذه الحسابات، مهما بلغت دقتها، تبقى رهينة التدبير الإلهي الذي لا يُدركه البشر.

فمصير غزة، وإن بدا محسومًا في المنظور السياسي البشري ، يظل غيبًا في ميزان القدرة الإلهية، التي قد تقلب الموازين في لحظة غير متوقعة.


هذا البعد الروحي يضفي على الصراع طابعًا يتجاوز التحليل التقليدي، ويعكس إيمانًا عميقًا بأن ما يُخطط له في غرف السياسة قد لا يتحقق على أرض الواقع، إذا لم يكن مقدرًا له أن يكون.. وتبقى القضية بين التدبير البشري والتقدير الإلهي.


في موازاة ملف غزة، تشير بعض المؤشرات إلى أن اليمن قد يكون الساحة التالية لتفعيل نفس المنظومة الدولية.

فالتدخلات الخارجية في اليمن، التي بدأت منذ سنوات، تتخذ الآن منحى أكثر تنظيمًا، وسط حديث عن إعادة هيكلة النفوذ في المنطقة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية.


اليمن، الذي يعاني من أزمة إنسانية وسياسية مركبة، قد يشهد تصعيدًا جديدًا في ظل إعادة تموضع القوى الدولية، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، تتراوح بين التسوية الشاملة والانفجار الإقليمي.

ويبدو ان اليمن هي ساحة التفعيل التالية لغزة.