آخر تحديث :الجمعة-19 ديسمبر 2025-06:09ص

فاروق الكعلولي رغم خذلانه يبقى من القادة العظماء الذين خلدهم التاريخ

السبت - 22 نوفمبر 2025 - الساعة 09:39 ص
مشكور المليشي

بقلم: مشكور المليشي
- ارشيف الكاتب


من تنجبهم العواصف في وقت المدلهمات المظلمة وفي عقبة التيه لا يضرهم هبوب الرياح العابرة وقت الاستطيان ولفترة محددة من الخذلان، ومن قاوم الأمواج المبحرة والمتلاطمة لا يغيّر وجهته أثناء الإبحار. إن حديثي المتواضع يرتكز عن ألم الخذلان وغرور البعض، ليس لمنشور عابر يظفر ما يبتغاه وقت الحاجة، لكن لضمير أنَّب مشاعري طيلة الخذلان والتفريط الحاصل في فترة مضت ولكنها لم تعد.

هو تاريخ سُجِّل وسيسجَّل، ما شوهد لم يكن يحتمل الحاصل في ظرف زمان، وتهون كل المعالي إلى النكران والجحود. وإن ما سجّله القائد فاروق الكعلولي لم يُنسَ تواتره ما صنعه من تاريخ يُذكر على مدى الحياة دون نكران. كانت إن ذُكرت محاسن القادة إلا وذُكر فاروق الكعلولي، وإن ذُكرت معالي القادة في المجالس إلا وذُكر فاروق الكعلولي، وإن ذُكرت شجاعة القادة إلا وذُكر فاروق الكعلولي.

ليست هذه غريزة مكتسبة بمحض الصدفة، بل بوجود ذكر للتاريخ عاصرناه على مر فترة وصفها الكل بكمال الصفات القيادية للقائد فاروق الكعلولي.

وما دار في ذهني عن البعض: لماذا خذلوه وهو القائد المحنك؟ لماذا خذلوه وهو القائد الذي انطبقت عليه صفات التواضع والاحترام؟ لماذا خذلوه وهو القائد العسكري صاحب القدرات المذكورة في فترته؟ لماذا خذلوه وهو القائد الذي يحب الخير للغير ويساعد الفقير ويعين المظلوم؟ لماذا خذلوه وهو القائد المناضل والذي سمعته في الصبيحة طالت الجنوب وسمعته في الوطن طالت المعمورة؟ لماذا خذلوه وهو الرقم الصعب صاحب الوجه الواحد دون التعدد؟ وإن تاريخ القائد فاروق الكعلولي سيخلده التاريخ، وهو من ضمن القادة العظماء والمناضلين السباقين في فترات الدفاع عن الوطن دون الرجوع.

إن فاروق الكعلولي هو الاسم الأول في مديرية المضاربة ورأس العارة، الذي دفع أضعاف دفاعه الأول عن الوطن والدين دون تردد أو مماطلة. ليس ذلك فقط، بل أخذ كل ما يملك من أجل دفاعه عن وطنه الأول، وضحّى، ومن ضمن القادة العظماء في الدفاع عن أرضه. تاريخ مليء بالنضال والتضحية في وجه العدو الغاشم للقائد فاروق الكعلولي، ولو عدتها وكتبتها للصفحات مذكورة لم أوفه حقه، ولم أصل بمنشوري لما فعله، لكن هذه بعض ما قدمه بتاريخ نضالي ناصع رغم النكران والجحود.