آخر تحديث :السبت-22 نوفمبر 2025-05:23م

أصناف البشر بين الذكاء والغباء… قراءة في طبيعة السلوك الإنساني وانعكاسها على واقع

السبت - 22 نوفمبر 2025 - الساعة 03:25 م
نائلة هاشم

بقلم: نائلة هاشم
- ارشيف الكاتب


تختلف صفات البشر وتتباين قدراتهم في فهم الحياة والتعامل مع الآخرين، فمن الناس من يحمل صفات متعددة في آن واحد، ومنهم من تظهر عليه سمة واحدة تطبع شخصيته وتوجه سلوكه. ولطالما عبر العرب قديما عن تقلبات الحياة بقولهم: "فقيراستغنى، وغني افتقر، وحي مات، وميت عاش"، في إشارة إلى أن الإنسان قد ينتقل بين حال وآخر مع تغير الظروف. لكنهم أيضا اتفقوا على حقيقة مفادها أن الأحمق لا يكتسب عقلا؛ فالغبي يبقى غبيا .


وقد تناول المفكرون تقسيم البشر وفق طرق تفكيرهم ومدى وعيهم، فجاء التصنيف الأكثر شهرة ليضع الناس ضمن أربعة أصناف:

البائس:شخص يعمل بإخلاص ضمن منظومة تخدم الآخرين، فيخسر نفسه بينما يربح غيره.

الانتهازيون:وهم الذين ينفعون أنفسهم على حساب الآخرين، يأخذون ما ليس لهم، وتظهر آثارهم السلبية في المجتمع بشكل واضح.

الأذكياء:فئة تسعى لتحقيق مصالحها دون الإضرار بالآخرين، تبني التعاون والشراكات لتحقيق المنفعة المشتركة.

الأغبياء المدمرون:أخطر الأصناف، يخسرون ويسقطون غيرهم معهم، ويتسببون في الأذى لأنفسهم ولغيرهم دون إدراك أو مسؤولية.


وعند إسقاط هذا التصنيف على واقعنا ، نرى هذه في حياة الناس ،فـ الغبي البائس نجده في المواطن البسيط الذي يعمل بضمير ويستغل بسبب ضعف الوعي بالحقوق، فيقدّم الكثير ولا يحصل على مقابل عادل.

أما الانتهازيون، فحضورهم واضح في المشهد العام، حيث تبنى مصالح ضيقة على حساب الوطن، ويتاجرون بمعاناة الناس.

ويظل الأذكياء هم نقطة الضوء: مبادرات شبابية، وعاملون نزيهون، وشخصيات تسعى لإحداث تغيير حقيقي رغم الصعوبات.

في حين تظهر آثار الأغبياء المدمرون في القرارات الفوضوية، وسوء الإدارة، وغياب التخطيط، مما يزيد الأزمات تعقيدا ويعمق معاناة المواطن.


فالنهضة لا تبدأ إلا بتوسيع مساحة الوعي والذكاء والمسؤولية، وتقليص مساحة العبث واللامبالاة التي أثقلت البلاد لسنوات طويلة. فالأوطان لا تبنى بالعشوائية، بل بالعقول التي تدرك قيمة الإنسان قبل أي شيء آخر.