آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-08:21ص

أيها الحضارم تمهلوا!!!

الجمعة - 28 نوفمبر 2025 - الساعة 03:32 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


لطالما ظلت حضرموت في منأى عن كل الفتن والمؤامرات والصراعات الداخلية بين الكتل السياسية المتناحرة التي ألمت بالوطن على إمتداد أكثر من ستين عام وهذا لم يكن يعني أن حضرموت كانت في معزل عن إتحاد سلطنات الجنوب العربي ثم محافظة من محافظات جمهورية اليمن فحضرموت هي من مكونات الجسد الجنوبي على مختلف مراحل قيام كيان موحد يضم كل الرقعة الجنوبية.

لم تكن عزلة حضرموت إلا عبارة عن إعلان صوت العقل وبريق الحكمة في الإبتعاد عن كل ما يؤرق الأمن والسلام المجتمعي لحضرموت على وجه الخصوص والجنوب ككل فعلى الدوام كانت حضرموت هي الضمير النابض بالحق والتروي في مواجهة الملمات والشدائد والحضن الذي يلاذ له للملمت الشتات والفرقة وغسل جراحات الصراعات و حل الخلافات لهذا كانت حضرموت إنسانا وأرضا هي مثال حي لضبط النفس والتفكير المتعمق لنتاج الحروب والأزمات ومن عندها يبدأ إعادة الأمور نحو النصاب الصحيح.

لكن اليوم هناك من يسعى حثيثا في إغراق حضرموت في مستنقع الفتن والخلافات محاولا شق الوئام المجتمعي والتلاحم القبلي لأبناء حضرموت والخوض بهم في عباب المدلهمات المظلمة لتحويل الرقعة الحضرمية إلى عرصة مواجهات بين أبناء الوطن الواحد مستخدما بعض ممن انقادوا خلف المكاسب وغرتهم الشعارات الزائفة أو ممن يتعجلون الأهداف التي مازالت تحتاج إلى كثير من العمل السياسي والخبرة القيادية في تسوية الأمور على المدى القريب والبعيد استنادا للعقل والتروي بعيدا عن الإنسياف خلف العنجهية والقوة .

إن الإنقياد وراء عنجهية القوى والقوة والتكتلات القبلية والإطمئنان إلى الداعمين وإمدادهم لن يؤدي إلا إلى كثير من الإمتهان لسلامة الوطن وسلامة الإنسان في ربوع كل الجنوب والوطن عموما فإن لم نستفد من تجارب الأمس البعيد والقريب ونقف على ويلات الصراع الذي اسقطت هيبة الدولة وانتهكت حقوق المواطن وفتحت الباب أمام شهية الطامعين وتجار الحروب لإستنزاف خيرات البلاد ومقدرات الأرض .

أيها الحضارم على مختلف مكوناتكم قفوا لحظات وتجردوا عن كل دواعي إستمرار الإحتقان بدعوة لكل الحضارم للجلوس على مائدة التعقل الحضرمي المعهود مغلبين مصالح حضرموت والوطن لإسكات كل صوت نشاز يعزف ودون شك قد أذى مسامعكم فحضرموت رقعة من الوطن عليها تسري كل القوانين الوطنية والقرارات فلها من الحقوق مثل كل محافظات الوطن وعليها مثلهم من الواجبات.

وعلى كل الأطراف التراجع عن كل مايؤدي بالأمور نحو الإنفلات نحو الإحتقان والإشتعال وتقديم مصلحة الوطن برمته على تحقيق نزوة أو نصر وهمي يصفق له الباغصون ويحني له القبعات المتربصون.

ايها السادة الوطن أكبر من شهواتكم ونزواتكم قفوا وخذوا أنفاس عميقة قبل أن تتصدر المواقف التي لن تكون عواقبها إلا وخيمة ولن تجر إلا الويلات والمأسي على الوطن والإنسان على مختلف الرقعة الوطنية.

أيها السادة تذكروا أن الوطن مازال ينزف من جراء سياساتكم الهزيلة أبدؤا بالإصلاحات وفق الدستور وحاسبوا المخالف بشخصه لا بإنتمائه القبلي او المناطقي او الاسري .

إطفئوا كل فتيل للحرب والتناحر يحاول المقرضون إحيائه وتذكروا أن الوطن أمانة وأن التاريخ لن يرحمكم وسيضع كل من يقود البلاد نحو المجهول في الخانة التي تليق به

عصام مريسي