آخر تحديث :الخميس-04 ديسمبر 2025-07:14م

كهرباء أبين: انطفاء مزمن وسلطات غائبة عن الوعي المجتمعي.

الجمعة - 28 نوفمبر 2025 - الساعة 06:46 م
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في محافظة أبين حيث تتكاثر المفارقات وتتناسل الغرائب، تبرز أزمة الكهرباء كأحد أكثر المشاهد عبثيةً وإيلامًا.

فمنذ قرابة شهر، تعيش المحافظة في ظلامٍ تام، دون أن تُحرّك السلطات المحلية أو المجلس الانتقالي ساكنًا، وكأن المأساة لا تعنيهم، فقضوا الطرف عنها مستلهمين موقفهم من بيت الشعر العربي:

*وقض الطرف إنك من نمير فلا كعب بلغت ولا كلابا*

المثير للسخرية، أن السلطة المحلية تمتلك موارد مالية (جبابات وضرائب قات وغيرها ) كان يمكن أن تُخصص منها جزء يسير لشراء الديزل وتشغيل المحطات لكنها آثرت الصمت والتجاهل.

أما المجلس الانتقالي، الذي يُفترض أنه سلطة الأمر الواقع، فقد اختار توجيه موارده نحو معارك سياسية وهمية، كتنظيم مسيرات ضد "مليشيات الإخوان" التي لا وجود فعلي لها في المشهد المحلي، وكأن الهدف هو خلق زوبعة تُبرر صرف الأموال بعيدًا عن احتياجات الناس..

غياب المعالجات رغم توفر الموارد يدعو الى الريبة.!!


في ظل هذا التواطؤ الرسمي، تُترك قضية الكهرباء – وهي من أبسط حقوق المواطنين – على هامش الأولويات، بينما تنشغل السلطات بمزايدات سياسية لا تمت بصلة لمصالح الشعب ، ويصبح الشعب خارج حسابات السلطة.


هذا الاستغفال المفضوح يعكس خللاً عميقًا في فهم المسؤولية، ويطرح تساؤلات جوهرية حول جدوى وجود سلطات لا تُعنى بأمن المواطن واستقراره، ولا تُبادر لتوفير احتياجاته الأساسية.


أبين اليوم ليست فقط في ظلام كهربائي دامس ، بل في ظلام إداري وأخلاقي.

فحين تغيب المعالجات، وتُهمّش القضايا الحيوية، وتُدار الموارد وفق أجندات ضيقة، يصبح المواطن ضحيةً لتراكمات الإهمال والتجاهل إلى متى يستمر الصمت.!!


ويبقى السؤال: هل من صحوة قريبة تعيد للسلطة بوصلتها نحو الناس؟

أم أن مسلسل الانطفاء سيستمر كهربائيًا وسياسيًا و......على السواء.؟!