آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-09:15م

عن ماذا ستتحدث ايها المسؤول في الاحتفال بعيد الاستقلال ؟

السبت - 29 نوفمبر 2025 - الساعة 08:38 ص
جلال السويسي

بقلم: جلال السويسي
- ارشيف الكاتب


ماذا سيقول المسؤولون في الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر؟ هل سيعاتبون أنفسهم ويقدمون الاعتذار للثوار؟ وهل سيتحدثون بأعذار عن أسفهم عما أصاب الوطن من تفشي الجهل وانتشار المرض والفقر، وأن ذلك كان خارجاً عن إرادتهم، وأنهم عملوا ما بوسعهم لإسعاد أنفسهم وأسرهم فقط، ولم يتمكنوا من الحفاظ على ما وجدوا فيه الوطن من بعد الثوار ؟


أيها الشهداء، لقد وجدنا البلاد تُفاخر العالم بالتعليم، وتنعم بالصحة المجانية، وتعيش في زهد ورغد، لا وجود للفاقة... وإننا اليوم نحاول أن نشيد مجدكم الماضي، ولكننا لا نستطيع لوجود خصاصة بأنفسنا، بعكسكم أيها الثوار... أنتم كنتم تبحثون عن وطن على حساب أنفسكم، وحققتوا حلمكم، وعملتم على تشييده وتطوير كافة مجالاته الخدمية...


أما نحن، فقد وجدنا وطناً وبحثنا فيه عن مناصب وكراسي الحكم لنبني أنفسنا وأسرنا على حساب الوطن، وتركنا المجال للجهل والمرض والفقر بالعودة وفي صفوف المواطن... واستطعنا أن نعمل سياجاً بيننا وبين الثلاثي المرعب: الفقر، وذلك بالاستحواذ على مقدرات الوطن لأنفسنا، ومن الجهل بإرسال أولادنا للدراسة في الخارج، ومن المرض بتخصيص ميزانية الدولة للسفريات ونقل المقربين من أهلنا وأبنائنا عند تعرضهم للنزلات الشعبية أو أي مرض مهما كان خطره إلى المستشفيات العالمية خارج الوطن...


كما أننا نحتفل اليوم، وشعبنا وموظفونا لا يتقاضون مرتباتهم إلا كل أربعة أشهر مرتباً لشهر واحد فقط، ونعمل له إعلانات وأوامر صرف، وإزاء ذلك نقوم باستقطاع نصفه أو ثلاثين منه إن لم يكن كاملاً بحجة الغياب... ولا يخفى عليكم أيها الثوار أننا كمسؤولين وقادة البلاد نحتفل بالعيد، واقتصادنا يعيش في أسوأ أيامه في أزمة خانقة لم يشهد لها الوطن مثيلاً من سابق، إلا أننا لم نتوقف عن استلام مستحقات السفر والبدل والمخصصات المالية من موازنة تشغيلية وحركات روتينية نعمل على صرفها في نفقات القات وشراء الفلل والشقق والهكتارات من الأراضي والمتنزهات وفتح المولات وشراء أضخم السيارات...


يا نوفمبر، لا تعتب علينا كمسؤولين، اعتب على شعب عرف خراب بلاده ومازال متمسكاً بنا كقادة ومسؤولين ويدافعون علينا بكل ما أوتيا من قوة...


بقلم جلال السويسي