آخر تحديث :الأحد-14 ديسمبر 2025-01:30م

في ذكرى 30 نوفمبر: لا مكان للمحتل على أرض الجنوب العربي

السبت - 29 نوفمبر 2025 - الساعة 06:22 م
عبدالله الصاصي

بقلم: عبدالله الصاصي
- ارشيف الكاتب


في الذكرى الـ58 للاستقلال الوطني (الثلاثين من نوفمبر يوم الجلاء من الاستعمار البريطاني)، والتي تَهلّ علينا هذا العام ونحن أكثر قوة وثباتًا على الأرض.


في ذكرى الاستقلال الأول الذي جاء نتيجة نضالٍ مرير خاضه الأحرار من الجنوبيين حتى تمكنوا من هزيمة أقوى جيش على وجه الأرض حينذاك (جيش الإمبراطورية البريطانية العظمى)، تلك القوة التي توسعت فأحكمت سيطرتها على أكبر مساحة من الكرة الأرضية فأصبحت صاحبة الراية التي لا تغيب عنها الشمس.


ومع كل ذلك، كانت الإرادة للشعب الجنوبي الثائر تُزلزل الكيان الأكبر وتُشِلّ أركانه في كل زاوية كان يسيطر عليها، وذلك بفعل الهجمات القاتلة التي عمل عليها الثوار الذين تحلّوا بالصبر والثبات خلال مراحل الثورة الظافرة التي دامت أربع سنوات، كانت كافية لتحرير الأرض وانتزاع الحق المتمثل في الاستقلال ورفع الراية الجنوبية خفّاقة في سماء الأرض التي ارتوت بدماء الأحرار الذين وهبوا حياتهم رخيصة في سبيل إعلان ذلك اليوم المجيد الذي أعاد للأرض مجدها ورونق رغد الحياة للشعب الذي مضى على درب البناء يدًا بيد حتى أخذت الأرض زخرفها وتزيّنت لأهلها، فعاشوا عليها أحرارًا كرامًا.


تعود ذكرى الثلاثين من نوفمبر هذا العام والجنوب العربي بشعبه الهمّام يناضل بكل بسالة وقوة لا تلين، وعلى كافة الجبهات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وبعزيمة الوفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا في سبيل الاستحقاق الثاني المتمثل في الاستقلال الناجز ورفع الراية للمرة الثانية على بقاع من الأرض الجنوبية التي لا تزال ترزح تحت رعاع الاحتلال اليمني.


يأتي ذكرى الاستقلال والجنوبيون أكثر صرامةً وأقوى عودًا، قادرون على اختراق صفوف العدو اليمني الذي أصبح أكثر هشاشة مقارنة بما تحت أيدي الجند من الجنوبيين من سلاح، وبعد أن أصبح لديهم جيش منظم ومؤهل لخوض معارك التحرير ضد جحافل الجيش اليمني، والذي أكثر ما يستحق أن نطلق عليه (الجيش الهلامي)، رغم الكثرة، إلا أنه أصبح عديم الفائدة بعد كل المشاهد التي مرت خلال الحرب مع الحوثيين، وكانت أكثر من مخزية، وذلك الجيش المنهار يسلم مواقعه ويترك سلاحه في المتارس أمام أطفال مرّان الذين جاءوا من الكهوف فسحقوا أرتال ما كان يسمى بالجيش الوطني على بوابات المدن اليمنية، فدخلوها بنشوة الفاتحين ولا زالوا هناك ماكثين يعيثون الفساد ويمكرون بالعباد، وذلك جراء الخنوع الذي استفحل هناك وجثم على شعب اليمن، ورفضه الجنوبيون الذين سعوا بإرادتهم التي لا تعرف المستحيل، حتى أزاحوا الكابوس اللعين في أقل فترة زمنية.


الجنوب الرافض للهيمنة قديمًا وحديثًا هو ذلكم الشعب صاحب الإرادة الفولاذية التي تشتعل اليوم في كل زاوية لتقول لبقايا الاحتلال إن أرض الجنوب موطن لأهله، وليس لكم من مكان بينهم، وستُحرقون بنيران الغضب ما لم تشدّوا الرحال إلى مواطنكم شمال اليمن.


في الثلاثين من نوفمبر يجدد الجنوبيون ولاءهم لقيادتهم الحكيمة وهم أكثر التفافًا حول الممثل الحصري لقضيتهم (المجلس الانتقالي) وخلف القائد عيدروس قاسم الزبيدي.


شعب الجنوب الذي أصبح كالبنيان المرصوص، وبجيشه القوي وأفراده أصابعهم على الزناد، والشعب خلفه لا يكاد يبرح مواقعه وفي حالة الاستنفار، خلف المؤسسة العسكرية الجنوبية، والقلوب تغلي وجاهزة لتقذف الحمم على بقايا رموز المحتل في حضرموت الوادي وسحق المنطقة العسكرية الأولى في مرحلة التحرير التي تم التشريع لها.


شعب جنوبي واحد من المهرة إلى باب المندب، وقد قال كلمة الفصل وتعهد بالوفاء على درب التحرير لكل شبر من الأرض. وفي الثلاثين من نوفمبر هذا العام، والتي ستقام احتفالية ذكراه في سيئون، سنرى المشهد المرعب لقوات الاحتلال اليمني، وحين تزمجر الحناجر وتنصب موازين قوة التحرير للبدء بالمناجزة التي لا بد منها ما لم يفطن المحتلون ويراجعوا حساباتهم ويذعنوا لصوت الحق الجنوبي حقنًا للدم.