لدى الحضارم طبيعة مزدوجة ، فهم عنصرين من جانب ، ومتعايشين مع الآخرين على مبدأ لا ضرر ولا ضرار من جانب اخر .
من هذا المنطلق يتعاملون مع من يسيطر على حضرموت سياسيا اوعسكريا ، كسلطة امر واقع يجب التعايش معها .
اما في حقيقة الأمر هم رافضين اي قوات شمالية او جنوبية على أرض حضرموت ، وقلة الحيلة تفرض عليهم القبول بها .
اليوم تغيرت موازين القوى العسكرية وأصبح للحضارم قوة ضاربة وهذا الشيء اقلق الانتقالي الذي عينه على حضرموت وثرواتها وجعله يستعدي الحضارم بالوعد والوعيد وهذا الشيء صرف أنظار الحضارم من اتجاه القوات الشمالية ، إليه كعدو رئيسي أكثر من القوات في المنطقة ، ولو انه التزم الصمت لرأى الحضارم متجهين إلى القوات الشمالية معتبرين أياها العدو الرئيسي ، لكن الانتقالي ابى إلا أن يخدم القوات الشمالية في المنطقة الأولى بقصد او دون قصد وأصبح هو الخطر القادم الذي يهدد الحضارم ويشرعن لهم مقاومته بكل ما اوتوا من قوة .
في الاخير الأمور تسير كما هو مخطط لها ، وما الصراع إلا صراع دولي على النفوذ عبر الأدوات المحلية المتصارعة على السلطة ، كأن المخرج يريد لاحدهما كسر شوكة الاخر عبر نهر من الدماء ومن ثم تتعانق قيادة الطرفين راقصة على رفات ضحايا الصراع الدموي .