حضرموت على مختلف المراحل والحقب ظلت بعيدة عن بؤر التوتر والصراعات التي شهدتها البلاد وكانت على الدوام المرجعية للتوازن بين القوى المتصارعة.
حضرموت اليوم تخوض مخاضا صعب حيث ولأول مرة يشج نسيجها القبلي والإجتماعي وتقف على حافة التوتر والصراع بين قبائلها التي أصبحت على حافة مسارات متعددة بين تيار يطالب بإن تكون حضرموت للحضارم وذلك صوت يوضح أفق ضيق يقود حضرموت نحو العزلة والإنفصال وربما يفتح الأبواب لمٱلات أكثر ضيق ويفتح شهية الجوار لاستيعاب المتمرد عن زمرته .
وتيار يقود حضرموت نحو الحاضنة الوطنية الجنوبية بأفق الماضي نحو جنوب مبهم الملامح اوربما جنوب منقوص الهوية وفق الأسس التي جمعت عليه ارض الجنوب بما كان يسمى الجنوب العربي مع تغير صورة الداعي لتلك الهوية فمن بحر المانش تتغير دفة السيطرة نحو مياه الخليج.
وتيار أخر يدعو لعودة حضرموت وكل الرقعة الوطنية تحت مظلة الوحدة اليمنية لكن هيهات لمثل هذا الصوت أن يمتلك الإرادة وقبلها الرؤية الواضحة البعيدة عن الشعارات والتجرد من الولاءات المناطقية والحزبية والتبعيات الاقليمية والدولية والحزبية والأسرية والمصالح الشخصية ليحقق بغيته في السير بالوطن ومعها حضرموت نحو الهدف المنشود.
واصوات تدق دفوف الفتن وتقرع طبول حرب ليس خاسر فيها سوى اليمنيين ليجمعوا من على رماد الفتنة المشتعلة ومن تحت ركام رماد الحرب ثمار مغموسه بدماء الأشقاء ويضعوا لأقدامهم موضع على عرصات التراب المحرر ليضع لثام التبعية ومسخ الهوية واستنزاف الأرص والإنسان.
ما يحصل اليوم على ارض حضرموت من شرخ في الهوية الحضرمية الجنوبية يمزق اللحمة الوطنية والقبلية الإجتماعية لحضرموت ويقودها نحو مستقبل مجهول خاصة وأن كل الأطراف المتصارعة لا تمتلك الرؤية الوطنية الواضحة وجميعها تدندن بمعزوفات نشاز خارج سرب الوطن خاصة وجميعها إلى اليوم لم يلمس الوطن والمواطن ثمرة جهدها وسياساتها التي تمارسها على الواقع.
حضرموت اليوم تعاني وستعاني أن لم تحسن النوايا والعمل سريعا على لملمة جرح حضرموت وجبر كسر الحضارم بالتجاوز والعودة لحوار وطني واسع بعيدا عن العصبية والخنوع لحاجة الوطن بعيدا عن العنجهية ومواقف الغالب والمغلوب ولغة السلاح وهدير البنادق.
عصام مريسي