آخر تحديث :الخميس-04 ديسمبر 2025-07:14م

الاحتراب الداخلي .. حين يتحول الوطن إلى ساحة نزاع بين أبنائه

الأربعاء - 03 ديسمبر 2025 - الساعة 02:46 م
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في زمن تتكاثر فيه الجراح وتضيق فيه فسحة الأمل، يطل علينا مشهد الاحتراب الداخلي كأبشع ما يمكن أن يعيشه وطن.

ليس لأن الحرب بحد ذاتها قدر، بل لأن الخصم فيها ليس غريبًا، بل أخٌ من ذات الأرض، ورفيق في الهمّ والمصير.


كل قطرة دم تُسفك بين أبناء الوطن ليست مجرد رقم في سجل الضحايا، بل شهادة دامغة على ضياع العقل، وانتصار الفتنة.

حين يُرفع السلاح في وجه الأخ، تُكسر الروابط، وتُغتال القيم، ويُصبح الوطن ساحةً للثأر بدل أن يكون حضنًا للسلام.


لا توجد معركة أوسخ من تلك التي يكون فيها خصمك شقيقك، ولا هزيمة أعمق من أن ترى يد اليمني تلطّخ دم اليمني. إنها لحظة انهيار أخلاقي قبل أن تكون انهيارًا سياسيًا أو أمنيًا.

ويصبح دم الاخ وصمة في جبين الوطن.


الدم إذا نزل، لا يرفعه إلا الله، والخراب إذا بدأ، لا يوقفه إلا رجال يعرفون قيمة الحياة قبل قيمة السلاح.

في زمن الفوضى، لا يُقاس الرجولة بعدد الطلقات، بل بقدرة الإنسان على كبح الغضب، ورفض الانجرار إلى هاوية لا قاع لها ، فالسلاح لا يبني وطنًا بل يهدمه.


الاحتراب الداخلي ليس قدرًا، بل خيار. والخيار دومًا بيد العقلاء. فلنكن منهم، قبل أن نصحو على وطن لا نعرفه، وذاكرة لا نحتملها.


*دعاء من قلب محترق*

اللهم أطفئ نار البغي، واردد كل سلاح قبل أن يردي نفسًا بغير حق، واحفظ البلاد من طرقٍ أولها دم وآخرها ندم. فالوطن لا يُبنى على جماجم أبنائه، ولا يُعمّر على أنقاض القلوب المكسورة.