آخر تحديث :الأربعاء-31 ديسمبر 2025-06:21ص

الانتصار الجنوبي في وادي حضرموت والمهرة... لحظة تاريخية تُكتب بالدم والصبر والعزة

الخميس - 04 ديسمبر 2025 - الساعة 10:08 م
محمد قايد ابو عميد

بقلم: محمد قايد ابو عميد
- ارشيف الكاتب



في لحظة من أنقى لحظات المجد الجنوبي، وفي زمن امتلأ بالصبر والتحدي، أعلن أبطال القوات المسلحة الجنوبية انتصارهم في وادي حضرموت والمهرة، انتصارًا ليس كغيره، بل نابع من معاناة خمسة أشهر دون رواتب، دون دعم حقيقي، لكن بإرادة فولاذية نادرة جعلت العالم ينحني احترامًا لجنود لا يقاتلون من أجل المال، بل من أجل الأرض والعرض والهوية.


نعم، لقد كان صمود قواتنا المسلحة لخمسة أشهر بلا راتب، أكبر اختبار حقيقي لقوة العقيدة الوطنية في نفوس الرجال، فبينما كانت الجيوش تتفكك وتنهار من أجل المال، ثبت أبطالنا في مواقعهم، يقاتلون الجوع والخذلان، ويحمون الأرض دون أن يتزحزحوا.


هذا الصبر الأسطوري هو الذي أرغم التحالف العربي أن يراجع حساباته، وأن يمنح الضوء الأخضر للقيادة السياسية الجنوبية، ممثلة بالقائد عيدروس الزبيدي، من أجل اتخاذ الخطوة التاريخية في تحرير وادي حضرموت وصحرائه والمهرة، بعد أن سقطت كل الحجج، وانكشف زيف المعرقلين.


التحرير لم يكن قرارًا عسكريًا فحسب... بل كان تتويجًا لمسيرة نضال، وانتصارًا لقضية، وبداية عهد جديد.

ولم يكن الانتصار فقط ميدانيًا، بل أخلاقيًا وإنسانيًا، فقد كشفت القوات الجنوبية عن أنها جيش وطن لا مرتزقة، حماة شرف لا تجار حروب. وهذا ما جعل الدول الكبرى تعترف بأن الجنوب يمتلك قوة ناضجة قادرة على بسط الاستقرار وإدارة الأرض، بعيدًا عن الفوضى والمليشيات.


تحية للقائد عيدروس الزبيدي،

قائد المرحلة وصوت الشعب، الذي لم يتنازل عن ثوابت القضية، وصبر مع الجنود في خنادقهم، وقاد المسار بثقة حتى لحظة النصر.


وتحية لكل جندي صابر صامد،

من حافة الجوع إلى حافة النصر، كتبوا التاريخ دون أن يُمنّ عليهم أحد، كانوا اليد التي تحرس، والقلب الذي لا يكلّ.

واليوم، نرفع راية النصر، ونعلن من الوادي والمهرة رسالة لكل من ظنّ أن الجنوب يضعف أو ينهزم:


- إننا باقون في أرضنا،

- وإن قوتنا في صبرنا،

- وإن تحرير ما تبقى مسألة وقت لا أكثر.


المرحلة القادمة تتطلب الالتفاف، والدعم الشعبي، وبناء المؤسسات، لنبني معًا دولة جنوبية مستقلة، تليق بهذه التضحيات الجسيمة.


المجد للجنوب… والنصر لشعبه الصابر العظيم.