آخر تحديث :الجمعة-19 ديسمبر 2025-01:08م

حين يتجاوز البغي حدوده ويترقب المظلوم عدالة السماء.

الأحد - 07 ديسمبر 2025 - الساعة 10:39 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في مشهد يتكرر منذ عقد من الزمان، عادت حضرموت لتتصدر واجهة الأحداث، حاملةً معها وجع اليمنيين المتراكم، وناقلةً صورةً أخرى من صور البغي الذي طال البلاد والعباد.


ما حدث في حضرموت بالأمس ليس حدثًا معزولًا، بل هو امتداد لسلسلة من الوقائع التي تُدار بعناية ضمن موازنات وحسابات دقيقة، تُرسم في الغرف المغلقة وتُنفذ على الأرض بدماء الأبرياء.


لكن ما يغيب عن مدبري هذه الحسابات أن هناك حسابًا آخر لا يُغفل ولا يُهمل، حسابًا لا يُقاس بموازين البشر ولا يُدار بمنطق المصالح الضيقة.

إنه حساب الله تعالى، الذي لا تخفى عليه خافية، والذي وعد بنصرة المظلومين ومعاقبة الظالمين، ولو بعد حين.

لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: _"ذنبان معجلان لا يؤخران: البغي وقطيعة الرحم"_ ، وفي رواية أخرى: _"اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين"_. فالبغي، كما فسره العلماء، هو الظلم والتعدي والكبر، وهو ما عاشه اليمنيون بكل تفاصيله منذ عشر سنوات، حيث تجاوزت الانتهاكات كل حد، وتكررت الإساءات حتى باتت جزءًا من يومياتهم.


لقد أُهينت الكرامة، وسُفكت الدماء، وتبددت الثروات، وتلاشت الأحلام، في مشهد عبثي لا يليق بشعب عريق كالشعب اليمني.

ومع ذلك، فإن الأمل لا يزال حيًا في قلوب المظلومين، لأنهم يؤمنون أن عدالة السماء لا تغيب، وأن الله لا ينسى من ظُلم، ولا يترك من بغى دون حساب.


في لحظة خاطفة، قد تتبدل الأحوال، ويأتي الفرج من حيث لا يُحتسب. فكما قال الشاعر:

*مَا بَيْنَ غَمْضَةِ عَيْنٍ وانتِبَاهتِهَا

يُغَيِّرُ اللهُ مِنْ حَالٍ إلَى حَالِ*


إن ما يحدث في حضرموت واليمن عمومًا ليس نهاية الحكاية، بل هو فصل من فصولها، وستكتب النهاية بمداد العدل الإلهي، حين يُنصف الله المظلوم ويُجازى الظالم بما كسبت يداه.

والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لابعلمون.