في مشهد يتكرر كثيرًا داخل أروقة المؤسسات الرسمية ، يبرز نمط مألوف من سلوك بعض المدراء الفاشلين الذين يوارون إخفاقاتهم خلف ستار التخويف من الإخر حتى لاتهتز كراسيهم.
فكلما حاول المحافظ تعيين شخصية تتمتع بالكفاءة والنزاهة، سارع هؤلاء إلى التحذير منه، واصفين إياه بـ"الإصلاحي"، حتى وإن لم يكن كذلك فعليًا.
يكفي أن يحمل صفات الصدق والأمانة ليصبح هدفًا للتحريض، لأنها صفات يفتقدها المحرضون.
هؤلاء المعترضون يدركون جيدًا أن تعيين مثل هذه الكفاءات سيكشف عجزهم، ويُظهر الفرق الشاسع بين أداء نزيه وكفء، وبين ضعفهم وتقصيرهم.
لذا، فإنهم لا يترددون في محاربته، ما يحرم المحافظة من خبرات كانت قادرة على إحداث فرق حقيقي في الواقع.
للأسف، يبدو أن المحافظ أحيانًا يتأثر بهذا التحريض، ويتراجع عن تعيين أصحاب الكفاءة، رغم إدراكه في قرارة نفسه أن ما يُقال مجرد تحريض لا يستند إلى حقائق ، لكنه يتعامل معه سداً للذريعة ولتجنب الدوشة فالعيار الذي لايصيب.يدوش.
وهنا سؤال يفرض نفسه: ما الضرر في تعيين إصلاحي يعمل بصدق وإخلاص، وتحت رقابة مباشرة من قيادة المحافظة؟! وما جربمة الاصلاحيين ان يجعلوا منهم فوبيا مرعبة.؟!
*صراحة المحافظ .. موقف يستحق التقدير.*
في احدى الفعاليات المقامة في زنجبار طُرح اسم (شخص) شاب لتولي منصب قيادي بسيط ولكنه يخدم المجتمع ، لما يتمتع به ذلك الشاب من كفاءة وخبرة كبيرة في ذلك المجال .
لكن المحافظ، وبصراحته المعهودة، رد أمام الحضور قائلاً : "سيعترضون ويقولون إنه إصلاحي" واشار إلى أحد المدراء الجالسين بجانبه قائلاً: ومنهم هذا .!!
مما تسبب للمدير الواشي بإحراج شديد.
صراحة المحافظ تكشف حجم التحريض الذي يُمارس خلف الكواليس، وتفضح من يقف وراءه من المدراء الفاشلين الذين يركبون حصان السياسة بديلاً عن الكفاءة.
ورغم هذا الواقع المزري ، الا انه لا يمكن التعميم.
فهناك قلة من المدراء الناجحين ، وهم يمثلون بصيص أمل وسط العتمة. لكنهم محاصرون وسط تيار التحريض
المبتذل الجاثم عبئاً على كراسي السلطة ، الفاقدين للكفاءة والنزاهة.
ويبقى السؤال الأهم: إلى متى ستظل محافظة أبين رهينة لهذه العينات البائسة من المدراء الذين يعرقلون كل صلاح ويحاربون كل نجاح؟! ...