يقدم الشيخ سلطان البركاني، رئيس مجلس النواب، نموذجاً فريداً لرجل الدولة الذي جمع بين الحنكة السياسية، وسعة الثقافة، ووضوح الرؤية الوطنية. فعبر مسيرته الطويلة، شكل أحد الأعمدة الرئيسية التي ارتكز عليها النظام الجمهوري في اليمن، وكان رافعة مهمة في مواجهة تحديات المرحلة ومسؤولياتها الجسيمة.
وبفضل مواقفه الصلبة وخبرته المتراكمة، وبخطاباته التي تجمع بين الثبات والروح الوطنية، استطاع أن يبعث الحيوية في نفوس اليمنيين ويعزز الأمل باستعادة الدولة ومؤسساتها الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية. كما أسهم حضوره السياسي الفاعل في ترسيخ الثقة بقدرة اليمنيين على استعادة مسارهم الجمهوري وترميم مؤسساتهم.
وقد حرص البركاني، في مختلف المواقف والمحطات، على الدعوة إلى توحيد الصف الوطني، وتجاوز الخلافات بين المكونات السياسية، وحشد الجهود في مواجهة المليشيات الحوثية باعتبار هذه المواجهة معركة مركزية لاستعادة الدولة والنظام الجمهوري.
وتعد عودته إلى أرض الوطن وتواجده بين أبناء شعبه خلال أشد سنوات الحرب قسوة أحد أبرز تجليات التزامه الوطني. فقد اختار أن يعيش مع المواطنين معاناتهم، وأن يشاركهم ظروفهم، وأن يحضر مختلف الفعاليات والمناسبات الوطنية، مؤكداً أن القيادة ليست موقعاً إدارياً فحسب، بل مسؤولية تتجسد في المواكبة والمشاركة والتفاعل.
أما على الصعيد الخارجي، فقد ظل البركاني صوتاً قوياً للقضية اليمنية في المحافل السياسية، مدافعاً عن النظام الجمهوري وشرعية الدولة، وموضحاً عدالة القضية الوطنية وحجم الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب اليمني. وأسهم حضوره الدبلوماسي في ترسيخ صورة القائد القادر على إدارة الملفات الوطنية الشائكة بجدارة وكفاءة.
كما عكست خطاباته الوطنية، التي امتزجت فيها الشجاعة بالبلاغة والأصالة، تمسكه بمبادئ الجمهورية وقيمها الدستورية، ووقوفه الثابت في الدفاع عن الوطن وسيادته، ووفاءه لرموز الدولة، وإصراره على مشروع الدولة والحرية، ورفضه القاطع لأي مشاريع كهنوتية أو استبدادية.
إنه قائد استثنائي لا يتكرر، يمتاز بالصلابة والاستقلالية، لا يخضع للإملاءات، ولا يساوم على القيم والمبادئ الوطنية. وهو نموذج لرجل دولة يتحمل مسؤولياته في وقت أحوج ما تكون فيه البلاد إلى قيادة ثابتة ومخلصة وواضحة الرؤية.
وهكذا يظل الشيخ سلطان البركاني رمزاً جمهورياً بارزاً، صقلته التجارب واشتد عوده بالمواقف، فخرج أكثر صلابة وأعمق إيماناً بقضية وطن يستحق أن يستعاد، ليعيش أبناؤه في ظله بحرية وكرامة وسلام.