في عالم تتقاذفه الاحتمالات، وتُبنى فيه الخطط على "ماذا لو؟"، يبرز صوت صارخ في وجه التردد: _في الأهداف لا توجد احتمالات_. هذه العبارة ليست مجرد شعار، بل فلسفة حياة، ومبدأ لا يعرف التراجع.
حين قاد طارق بن زياد جيش المسلمين لفتح الأندلس، لم يكن يحمل في جعبته خطة بديلة، ولا مخرج طوارئ.
عبر البحر، ثم أحرق السفن خلفه، ليقول لجنوده: "العدو أمامكم والبحر وراءكم". لم يترك لهم خيارًا سوى النصر أو الموت فانتصروا.
هذا الموقف التاريخي لم يكن مجرد لحظة حماسية، بل درس خالد في فن القيادة وتحقيق الأهداف.
فكل من خاض معركته بشعار "ننتصر أو نموت"، خرج منتصرًا، لأن التردد لم يكن خيارًا، والتراجع لم يكن مطروحًا.
في المقابل، من يضع لنفسه خط رجعة، يزرع في داخله بذور الهزيمة قبل أن تبدأ المعركة.
الهدف الحقيقي لا يُقارب كأنه تجربة، بل يُخاض كأنه مصير.
فإن كنت ترى في مشروعك أو حلمك مجرد احتمال، فاعلم أنك لم تحدد هدفًا بعد، بل تخوض تجربة قابلة للنجاح أو الفشل.
حين سُئل القائد: "أين نجدك إذا حمي الوطيس؟!
لم يتردد في الرد: "في خيمة قائد الروم أو في الجنة".
هذا هو المعنى الحقيقي للالتزام بالهدف، أن تكون مستعدًا لدفع الثمن كاملًا، دون مساومة.
النجاح لا يُمنح للمترددين، بل يُنتزع من قلب المعركة، حيث لا مكان للعودة، ولا وقت للتفكير في الاحتمالات.
فإما أن تنتصر، أو تموت واقفًا على عتبة حلمك.
وهدا ما فعلته حماس في غزة تماماً.