آخر تحديث :الأربعاء-24 ديسمبر 2025-09:46م

اليمن: الحاضر الغائب

الثلاثاء - 09 ديسمبر 2025 - الساعة 04:54 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


عند النظر إلى الأزمة اليمنية، يظهر وجود حروب متعددة تقودها قيادات متنوعة، بينما الشرعية تمثل البلاد في المؤتمرات دون السعي لإنهاء الحرب. أصبحت الحرب "تجارة" تجني منها القيادات أموالاً طائلة، مما يجعل الحوارات بلا نهاية. الوضع في اليمن فريد، حيث تُدار الحرب لتبقى معلقة، ويستفيد الجميع باستثناء الشعب.


الحروب تترك جروحاً ودماراً، ووقفها هو الأمل، لكن القيادات الحالية لا تقدم إجابات شافية. اليمن تعاني من قيادات تفتقر للإخلاص، وموقعها الاستراتيجي يجعلها عرضة للتدخل الخارجي. الشعب يعيش حرباً تُجمد الوضع وتؤدي إلى تجويعه.


نحن في مرحلة ما قبل السلام، حيث تمتد الهدن دون فتح ملف السيادة. الأطراف الدولية لا تريد حرباً مفتوحة، بل تُفضل استمرار الوضع الحالي. السلام أصبح مرهوناً بمصالح الآخرين، والسؤال هو: لماذا نحمل السلاح ونخرب وطناً غنياً بالموارد؟


الشعب يطلب السلام من الخارج، والقيادات السياسية تتفاوض على قضايا إقليمية دون تناول الحرب كقضية مستقلة. الشرعية لا تعبر عن نفسها، مما يمنع الحرب من الانتهاء، وكل ذلك بسبب مصالح الأطراف الخارجية. لقد أصبحنا طبقاً يتقاسمه الآخرون.