آخر تحديث :الأربعاء-31 ديسمبر 2025-06:21ص

لماذا كل هذا الصراخ والبكاء على تحرير وادي حضرموت والمهرة؟

الثلاثاء - 09 ديسمبر 2025 - الساعة 06:07 م
محمد قايد ابو عميد

بقلم: محمد قايد ابو عميد
- ارشيف الكاتب


بينما تعيش المنطقة لحظة تاريخية من النهوض الشعبي الجنوبي، ومع انطلاق خطوات التحرير الحقيقية في وادي حضرموت والمهرة، نسمع صرخات هستيرية وعويلاً إعلاميًا ممنهجًا تنفثه قنوات موجَّهة ومواقع مشبوهة وصفحات مأجورة ومغرّدون مرتبكون. لكن السؤال الجوهري هو: على ماذا تصرخون؟

هل صرخت هذه المنابر يوم انتُهِكَت الطفولة في صنعاء؟

هل وجّهوا هذا الصراخ والعويل يومًا ما ضد من انتهك أعراضهم وشرّد أسرهم إلى بلدان ليست بلدهم؟

هل خرجت هذه الأبواق للدفاع عن شرف النساء اللواتي تُنتهك أعراضهن في معتقلات صنعاء؟

هل كتبوا حرفًا عن الذين شُرّدوا أهلكم من جميع المحافظات القابعة تحت مليشيات الحوثي إلى مخيمات الذل ثم تُركوا هناك يواجهون الموت جوعًا وبردًا؟

هل سمعنا منهم صرخة يوم قُطعت المرتبات أو أُحرقت القرى بالصواريخ؟

الجواب: لا، وألف لا.


لكنهم اليوم يصرخون لأن أبناء حضرموت قرروا أن ينهوا 33 سنة من الاحتلال. صرخاتهم ليست دفاعًا عن مظلوم، بل وجعُ سارقٍ حُرم من السرقة.

هم لا يبكون على وطن، بل على أنابيب النفط التي أُغلقت.

هم لا يتألمون من أجل حضرموت، بل من أجل جيوبهم التي اعتادت أن تمتلئ من خيراتها بينما أهلها غارقون في الفقر والبطالة.

صرخاتهم تكشف حقيقتهم الزائفة.

إنهم لا يرون في حضرموت إلا مخزونًا نفطيًا مغذيًا لفسادهم.

يرون في أهلها عبيدًا لا يحق لهم أن يحكموا أرضهم أو يديروا ثرواتهم.


يا هؤلاء، حضرموت ليست أرضًا لكم تحتلونها، وحضرموت ليست بنكًا تسرقونه، وحضرموت تقول اليوم كلمتها: الجنوب لأهله، والثروات لأصحابها، والسيادة لشعبها.

صرخكم اليوم لا يخيفنا، بل يبشرنا أننا على الطريق الصحيح، فكل صرخة من أفواهكم شهادة أن النصر الجنوبي أوجعكم، وأن الحق حين يستيقظ يُخرس أبواق الباطل.


تحية لقوات النخبة الحضرمية، تحية لأبطال حضرموت والمهرة، تحية لقواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة، وتحية للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي.

هؤلاء الذين صبروا سنوات دون رواتب، وحين أُعطي لهم الضوء الأخضر لم يتجهوا للمركز المالي بل لمواقع الدفاع عن الأرض والعِرض والسيادة.


نقولها بوضوح: جنوب اليوم ليس جنوب الأمس، وكل من تجرأ على أرضنا سيُقابَل بإرادة لا تنكسر.

وختامًا: اصرخوا كما شئتم، فالزمن لم يعد زمنكم. الجنوب يتحرر، وحضرموت والمهرة تعودان لأهلهما، والقادم أفضل، والأيام حُبلى بالمفاجآت الجديدة