آخر تحديث :السبت-13 ديسمبر 2025-04:57م

الحضارم والقــات خطوات الضياع5

الأربعاء - 10 ديسمبر 2025 - الساعة 08:54 م
محمد أحمد بالفخر

بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب


متابعي الأكارم غبت عنكم الأسبوع الماضي نتيجة وعكة صحية ألمّت بي وتجاوزتها ولله الحمد،


وشكراً لكل من سأل عنّي وأفتقد مقالي الخميس القادم وبطبيعة الحال حصلت الكثير من الأحداث على الساحة اليمنية بشكل عام وعلى الساحة الحضرمية بشكل خاص وقد تناولها الكثير من الكتاب والسياسيين واشبعوها بحثاً وتحليلاً، على الرغم أنه قد لامني من خلال رسائل خاصة بعض الأحبة المتابعين ممن ابتلوا بالتخزين قائلين حضرموت على صفيح ساخن وأنت مستمر في الكتابة عن القات ومعهم حقٌ في ذلك،


ولكن بما أنني قد خضت في جوانب معركة الوعي للتحذير من القات وأضراره وآثاره المدّمرة على الوطن والمواطن ماضياً وحاضراً ومستقبلاً وأيضاً كثير من الاخوة المتابعين ألحّوا عليّ باستكمال ما قد بدأت به، فهنا ارتأيت متابعة ما سبق ولعلي أختم في الأسابيع القريبة القادمة ثم سأقوم بتجميعها في كتاب ليكون مرجعاً في هذا الجانب كما أشار عليّ بذلك بعض الأساتذة الأكارم ومنهم الدكتور عبد الناصر رغم أن هناك الكثير ممن قد سبقني في هذا المجال ونسأل الله التوفيق،


في المقال الماضي تحدثت عن ظاهرة انتشار القات عند كبار المسؤولين في المحافظة وبالذات المحافظ الفلتة وبالتالي فقد أصبح قدوة لمن هو دونه،


ومن أسوأ ما سمعت عن تلك الفترة الزمنية أن صروحاً تعليمية صارت تعقد فيها جلسات القات بعد انتهاء الدوام الرسمي وبعد تناول طعام الغداء وقد خصص المدير لها ديواناً خاصاً لهذه الجلسات يحضرها من يديرهم إن كانوا مدراء أو وكلاء وبالذات يوم الخميس الأنيس فيتعاطون الوريقات الخضراء أولاً ثمّ يناقشون قضايا التعليم بأريحية تامة أثناء مضغ هذه الوريقات في ساعات انبساط فريدة تخف فيها الكلفة بين الجميع فالبساط احمدي،


وقطعاً يخرجون ببرامج وأفكار تطويرية للنهوض بالعملية التعليمية وتسهم في تنوير المجتمع والوصول به الى مصاف المجتمعات الراقية والمتقدمة وهكذا أصبح الحال،


كذلك انتشرت دواوين كبار الشخصيات والتي يدعون إليها كبار المسؤولين ويُقضَى فيها كلَّ أمرٍ صعيب وتنقضي فيها كل حوائجهم وأكثر،


ودخل إلى عالم القات ايضاً بعض المغتربين وبالذات الأثرياء منهم فصارت لهم مجالس في بيوتهم خلال زياراتهم الاستثمارية المتكررة لحضرموت وحضورهم بعض المناسبات الوطنية التي جعلتهم مقربين جداً من الحاكم وحاشيته وغالباً ما تتقدّم مواكبهم في تنقلاتهم سيارات الشرطة فيمرون في الشوارع والطرقات بأريحية تامّة وهذا ما لا يجدونه في بلدان اغترابهم،


فكثير منهم ارتبط بعلاقة وثيقة مع وريقات القات، ويتحجج بعضهم بأوهامٍ لا حقيقة لها بأن تخزين القات يخفف عندهم ارتفاع السكر الذي أُبتليَ به بعضهم كداءٍ مرافق للتجارة وكثرة المال،


وقد أصبحت مجالس القات تمثل مظهر من مظاهر البريستيج لدى بعض الناس فإن كنت لا تخزن فقد صرت متخلفاً منبوذاً وهنا أتكلم عن رجال الدولة ومن لفّ لفّهم من المرتبطين بهم بدائرة المصالح فلهذا ينجرف البعض لهذا السبب،


وأمّا مظاهر الثراء فقد أصبحت ظاهرة على كل باعة القات حيث بنوا لهم بيوت محترمة داخل مدن حضرموت وقطعاً في بلدانهم وسيارات فارهة ومظاهر الثراء بادية على أبنائهم وبناتهم وزوجاتهم،


والإنفاق الكبير على القات صار هو السمة البارزة من أكبر مسؤول الى أصغر عسكري مرور حيث يتعبّث الناس بالمخالفات المرورية الكيدية ليحصل منهم على احتياجه ومصروفات القات اليومية،


وأمّا تدمير القيم والأخلاق داخل المجتمع أكبر من أن يُسطّر في كلمات فكم من القصص الّا أخلاقية التي يتحدث بها الناس ومنهم الثقات لا أستطيع أن أذكرها


ودخول القات الى عالم النسويات أصبح سمة بارزة عند البعض وأيضاً القصص في هذا كثيرة وبعضهم يرى عدم اكتمال بهجة الرمسسة إلاّ بتعاطي القات مع شريكه الآخر،


وقد صاحب القات انتشار الرشاوي وبشكل علني وهذا إفساد ممنهج للمجتمع وضرره يتعدّى الراشي والمرتشي،


فعندما ترى طوابير السيارات وهي متجهة الى سوق القات قبيل الظهر وقبل انتهاء الدوام الرسمي ما أمامك إلا أن تضرب أخماساً بأسداس وتقول هذه الأمة قد تودّع منها،


وعندما ترى آلاف الأسر الفقيرة وهي تتسول ولا تجد من يعينها وعائلها يصرف ما حصل عليه في شراء القات ماذا تتوقع بعد ذلك،


هنا لا بد أن أتوقف لاستكمال ما تبقى الأسبوع القادم بإذن الله.