*أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نعلم أن العرب أمة وليس جغرافيا، فلا يصح إضافتها للاتجاهات. بل العكس، فهل الرومان والاغريق القدماء أعلم منا بلغتنا عندما وصفونا بالعرب الجنوبيين أو العربية الجنوبية أو العربية السعيدة؟*
*إن مشروع مسمى الجنوب العربي ليس إلا محاولة بريطانية لاحياء ارثها الاستعماري القديم في المنطقة، وهي صاحبة هذا الاسم التي أطلقته على مجموعة من السلطنات والمشيخات عندما قامت بدمجها في اتحاد واحد.*
*هذا المسمى الاستعماري البريطاني يهدف إلى إعادة احياء النفوذ البريطاني في المنطقة، ويقوم عليه عملاء لها تحت عدة مبررات لانجاح الأمر. لكننا يجب أن نتذكر أن الجنوب العربي هو اسم ألغاه رجال الثورة والتحرير ومحوه نهائيا عام 30/11/1967، عندما حققوا الاستقلال عن الاحتلال البريطاني.*
*قبل سنوات قريبة، بدت أصوات تظهر وتشكك في رجال الثورة وتترحم على زمن الاحتلال الانجليزي الذي فعل وفعل، رغم أننا لم نجد بناية أو مدرسة أو مستشفى بناها خارج عدن، وكل ما فعله في عدن هو خاص بقواته ورعاياه ليس إلا.*
*من المستحيل أن تجد الغرب يقدم لك الخدمات مجانا، بل من المستحيل أن يقدم الخدمات دون أن يكون له مردود مضاعف من ذلك. لذلك، علينا أن نترك الغباء والنعيق خلف أي شعار يرفع، وكأننا مجرد ببغاؤات فقط ننساق ضد مصالح وطننا دون وعي.*
*نحن كنا دولة باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ودخلنا الوحدة تحت هذا الاسم، وكل المواثيق والمعاهدات بهذا الاسم. فكيف سناني باسم جديد ونحن مازلنا في اطار دولة الوحدة ومازلنا لم نفك ارتباطنا بها؟*
*علينا أولا فك ارتباطنا بدولة الوحدة، ثم بعد ذلك نسميها بأي اسم إلا مسمى الاستعمار الانجليزي وهو الجنوب العربي. علينا إلا نسمح للآخرين بالعبث بتاريخنا وارثنا، وكيفية تسيير شؤوننا، بل أن يحترم التعامل معنا في اطار المصالح الواحدة والمصير المشترك في القضايا الكبرى دون أن يتم الغاء هويتنا وقرارنا في ارضنا.*
*هناك ترسيخ لمسميات الاحتلال الانجليزي الذي يحاول بها العبث وتمزيق أي مجمع، فهي صاحبة سياسة فرق تسد وتقسيم المجزا. كمثال مسمى دثينة الذي يشمل من الكار شمالا وحتى البحر العربي جنوبا، ومن الساحل يرامس غربا إلى المحفد شرقا عند الهمداني.*
*بينما من سبقه جعلوها تصم كذلك أرض العوالق كلها، لتطلق بريطانيا هذا الاسم فقط على منطقة صغيرة محدودة لا تتعدى 50 كيلو، وليصبح اسما خاصا كما اراد الاحتلال الانجليزي.*
*فلنكن يقظين، ولنحافظ على هويتنا وقرارنا، ولنرفض أي محاولة للعبث بتاريخنا وارثنا.*