آخر تحديث :الجمعة-19 ديسمبر 2025-07:03م

عيدروس الزبيدي: قيادة جنوبية تصنع الوقائع نحو استعادة الدولة

السبت - 13 ديسمبر 2025 - الساعة 10:47 ص
جلال جميل محسن

بقلم: جلال جميل محسن
- ارشيف الكاتب


بقلم: جلال جميل محسن


​تتسارع الأحداث على الأرض الجنوبية، ويبرز القائد الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي كرقم صعب يقود التحولات بخطوات محسوبة ونتائج ملموسة. الرجل لم يرفع شعار استعادة الدولة الجنوبية فقط؛ بل رسم خارطة طريق وحدد أهدافه، ثم حققها من قلب الميدان، من حضرموت إلى المهرة، ليضع حدود الدولة الجنوبية على أرض الواقع.


​اليوم أثبت الزبيدي أنه القائد الفعلي للمرحلة، ليس بالكلام بل بالفعل. استعاد الأرض، وثبّت النفوذ، وذهب أبعد من ذلك بالسعي لإنهاء الأزمة اليمنية من جذورها، بما في ذلك تحرير صنعاء من قبضة مليشيات الحوثي، متى ما تجاوبت النخب الشمالية وقررت الدفاع عن أرضها.


​والتطورات الأخيرة تكشف تعقيد المشهد، خصوصًا بعد اللقاء الذي جمع الزبيدي بالوفود السعودية والإماراتية في قصر معاشيق، والذي خُصص لمناقشة مقترح تسليم إدارة حضرموت والمهرة لقوات درع الوطن، وبحث الانعكاسات الأمنية والسياسية لما جرى على الأرض خلال الأيام الماضية. الاجتماع جاء كمحاولة لقراءة المتغيرات وإعادة تقييم الخيارات المتاحة، في ظل واقع جديد فرض نفسه عبر السيطرة الجنوبية على كامل ترابها.


​ومن هنا نوجّه رسالة واضحة إلى قيادتي السعودية والإمارات: أن القضية الجنوبية تتقدم بثبات، واستعادة الدولة أصبحت واقعًا يقترب كل يوم، وليست مشروعًا قابلًا للتراجع. وبالتالي، فإن أي اتفاقيات أو مبادرات لا ترتكز على أساس استعادة الدولة لن تغيّر اتجاه المسار، بل ستؤخره وتُهدر الوقت فقط. الجنوب حسم خياره على الأرض، وأعاد وحدته وحدوده، ومسيرته نحو الدولة أصبحت أمراً محسوماً بإرادته.


​دعم الخليج لهذا المسار لن يخلق الدولة—لأنها قادمة—بل سيُسرّع تحقيق النصر، ويساهم في إنهاء الانقلاب الحوثي، ويفتح الطريق لمرحلة استقرار إقليمي قائم على دولتين واضحتين، لا على فراغ سياسي يتكرر منذ سنوات.


​وقد تعهّد الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بوضوح: بعد استعادة وادي حضرموت والمهرة، سيكون الهدف القادم صنعاء، والقوات المسلحة الجنوبية ستكون في الصفوف الأولى عندما يقرر الشمال الدفاع عن أرضه.


​الجنوب اليوم أصبح أكثر وحدة وصلابة، بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، الذي يواصل ترجمة الأهداف على الأرض واستعادة الدولة لم تعد مجرد حلم، بل واقع يقترب خطوة خطوة، والقوات الجنوبية ثابتة على مسارها نحو تحقيق الهدف المنشود، مع رسالة واضحة لكل الأطراف دون استثناء المسار مستمر، وأي محاولة لتأجيله لن يغير المعادلة على الأرض.