عفوك مولاي ثم عفوك. لم يعد لدي شك في أن صاحبنا الرئيس الأميركي رجل مغامر ولا يحسب حساباً لشيء أو لأحد. آخر أخباره تؤكد تماماً هذه القناعة، بعدما أعلن قبل أيام إنشاء بارجة حربية جديدة تحمل اسمه كما تحمل آخر الاختراعات في عالم الحروب البحرية.
في العادة لا تكشف الدول الأسرار الحربية الكبرى التي من هذا النوع خوفاً من الأعداء والمنافسين. لكن ترمب بعكس أبي فراس الحمداني تُذاع له كل الأسرار. ما هو الخطر الأكبر في الإعلان عن السفينة «دونالد ترمب»؟
الخطر يا مولاي أنها سوف تقع في دائرة المواجهة مع الأساطيل التي تحدث عنها القائد الحوثي. خمسة أساطيل كبرى ومئات الإصابات حتى الآن والآتي آت.
نسي قائد البر والبحر اقتباس معلقة عمرو بن كلثوم التي وضعها لمثل هذه المناسبات المفصلية:
ملأنا البر حتى ضاق عنا
وماء البحر نملؤه سفينا
البعض يعتقد أن في إمكان أميركا أن تفعل كل شيء. تقلب الأنظمة أو تحميها. تعلي الديكتاتوريين أو تسقطهم. تجوّع الدول أو تلغي ديونها.
تربح الحروب. تغزو البلدان. لكن هذه ليست نظرة المصانع الحربية في صعدة إلى الأمور. هنا تحدث مواجهة الأساطيل في أيام العز والانتصار. كم تشبه هذه اللحظة «ساعة العز» التي أعلنها وينستون تشرشل في معارك الحرب الحرجة.
أراد تشرشل رفع المعنويات بين الجيوش لكن مقاتلي صعدة ليسوا في حاجة إلى ذلك. والمعنويات مرتفعة ارتفاع الجبال ومنخفضة انخفاض الأودية الساحرة.
وهذه يا مولاي ملحمة اليمن. شعب ساحر طيب ينام على حرب ويقوم على قتال. ويختم كل حروبه بدعوة إلى الوحدة وتعليق القتال بانتظار حرب الجولة التالية.
نقلا عن الشرق الاوسط.