ثقوا أنها لا دولة أو مكونات قادرة على تجاوز حقيقة الوقائع التي رسمت على الأرض الجنوبية، لأن التلاحم الذي نشاهدة دليل على هوية راسخة وانتماء متجذر ولعل التجربة خير شاهد ولك أن ترى أن النخب السياسية الشمالية سيطرت على كافة الجنوب وموارده لعقود ولكنها عجزت عن طمس هوية الشعب وانتمائة رغم طول المدة وقسوة الممارسات وبقي أبناء الجنوب على النضال والثبات الطويل على حقهم المشروع ،
هنا جوهر السؤال كيف يكافأ العجز بالكيل بمكيالين؟
عندما تعجز الشرعية عن حماية الشعب وتمثيل مصالحهم وتحقيق أهدافها الرئيسية هنا المشروعية الشعبية تسحب البساط عن المشروعية القانونية.
ويسقط كل الحلول المؤجلة المبنية على احتمالات أو التقديرات، وتسقط معها اي محاولة لحرمان الجنوب من حقة في استعادة دولته،
يصبح من حق الانتقالي أن يشق طريقه بوضوح وثبات وان يحدد مستقبل الجنوب دون وصاية أو البقاء في شراكة أصبحت مستحيلة في جغرافيا جنوبية، وهذا لاقى القبول العام والتأييد الكامل لانه لامس إرادة الناس، كمشروع دولة.
واجزم لكم أن أي عقوبات أو تدخلت خارجية لن تنجح في تغيير هذا الواقع لأن زمن الضغط انتهى، والعالم شاهد نتائج السياسات التي لم تنتج استقراراً. بل تركت المحيط الدولي في جمود أمام واقع جنوبي وسياسة قائمة وهوية مكتملة.