آخر تحديث :السبت-27 ديسمبر 2025-11:37ص

الجنوب ودماؤه المختلطة عبر التاريخ

الجمعة - 26 ديسمبر 2025 - الساعة 11:06 م
عبدالرحيم المحوري

بقلم: عبدالرحيم المحوري
- ارشيف الكاتب


لمن يصفون القوات الجنوبية في حضرموت بأنها قوات دخيلة، وصمتهم عن القوات الشمالية لعقود، نقول لهؤلاء: اطّلعوا على التاريخ قليلًا. فعندما خرج طالب الحق الكندي الحضرمي رافضًا للوجود الأموي، استعان بأبين ولم يستعن بأي منطقة شمالية. لذلك كانت المعارك في حضرموت والجانح في المحفد حاليًا، وفي ساحل أبين وعدن ولحج، حتى هُزم الأمويون، قبل أن تعود الكرة للأمويين، ويُقتل طالب الحق، ويُقتل معه رجال أبين وشبوة ولحج ويافع بالمئات، دون أن يرفعوا راية الاستسلام بعد موته.


وعندما غزا الأئمة الزيديون حضرموت زمن الأئمة القاسميين، استعان الحضارم بيافع لتحرير أرضهم، وهو ما كان. لذلك، أيها القارئ، تأمّل قليلًا فقط: لماذا لم يستعن طالب الحق الكندي بمأرب والجوف، وهما المجاورتان، واستعان بأبين وهي البعيدة؟ وكذلك لماذا لم تنصر يافع تعز، وهي المجاورة، عندما سقطت بيد الأئمة، وذهبوا المسافات البعيدة لنصرة حضرموت زمن الاحتلال القاسمي الزيدي؟


لذلك، الجنوب أرض تمتزج دماء رجاله وتختلط عبر التاريخ، لتشهد على جنوبية الأرض الواحدة. فالدماء التي سالت في حضرموت هي نفسها التي سالت في أبين وعدن ولحج ويافع وشبوة. هي دماء الجنوب، التي ترفض الاحتلال والغزو، وتطالب بالحرية والاستقلال.


إن التاريخ يعلّمنا أن الجنوب كان دائمًا أرضًا واحدة، يجمعها التاريخ والجغرافيا والدماء. فلا يمكن لأحد أن يفرّق بين أبنائه، ولا أن يصف قواته بالدخيلة. فالجنوب هو البيت الكبير، الذي يجمع أبناءه تحت سقف واحد، ويحميهم من كل عدوان.


لذلك، يجب على الجميع أن يتذكر أن الجنوب أرض واحدة، وأن دماء رجاله هي التي تصنع التاريخ. فلننتفض جميعًا ضد الاحتلال، ولنطالب بالحرية والاستقلال. ولن يفرّقنا أحد، فالجنوب هو البيت الكبير، الذي يجمعنا جميعًا.