آخر تحديث :السبت-27 ديسمبر 2025-11:37ص

بين مقتضيات التحالف وحتمية الاستقلال.. قراءة في ضرورة التنسيق وتجنب الصدام

الجمعة - 26 ديسمبر 2025 - الساعة 11:42 م
ناصر علي العولقي

بقلم: ناصر علي العولقي
- ارشيف الكاتب


بقلم: ناصر علي العولقي - ناشط إعلامي


تمر العلاقة بين القوات المسلحة الجنوبية وقيادة التحالف العربي بلحظة اختبار دقيقة، تستوجب الكثير من الحكمة والتروي، بعيداً عن لغة التصعيد والمواجهة التي لا تخدم سوى أعداء المشروع العروبي المشترك. إن ما شهدناه مؤخراً من تطورات ميدانية في حضرموت يضعنا أمام استحقاق وطني وقومي يحتم علينا مراجعة آليات التنسيق لضمان عدم انحراف البوصلة عن أهدافها الكبرى.


من هنا، نوجه دعوة صادقة ومسؤولة إلى ضرورة الوقف الفوري لكل أشكال استهداف القوات الجنوبية، سواء كان ذلك عبر الضغوط السياسية أو الاستهدافات الميدانية المستغربة. إن هذه القوات لم تكن يوماً إلا رأس الحربة في مواجهة التمدد الإيراني ومكافحة التنظيمات الإرهابية، وهي الشريك الموثوق الذي عُمّدت شراكته بالدم منذ انطلاق "عاصفة الحزم". واستهدافها اليوم تحت أي مبرر، هو إضعاف للجبهة التي صمدت حين تهاوت قوى أخرى، وهو ما لا يمكن أن يقبله منطق العقل أو تقتضيه ضرورة المعركة.


إننا نؤمن بأن استقرار المنطقة يكمن في تعزيز روح التحالف والتنسيق المشترك، والاعتراف بالواقع الجديد الذي فرضته التضحيات على الأرض. فالتنسيق ليس تقييداً للسيادة، بل هو تنظيم للجهود لتحقيق الأهداف المشتركة في تأمين الممرات الدولية وتطهير الجغرافيا من بؤر الإرهاب والتهريب.


ومع حرصنا البالغ على متانة علاقتنا بالأشقاء في التحالف العربي، وتحديداً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أننا نؤكد بوضوح لا يقبل التأويل: أن تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة بحدود ما قبل 22 مايو 1990م، هي قضية وجود ومصير لا رجعة عنها.


لقد برهنت الأحداث المتلاحقة أن "دولة الجنوب المستقلة" هي الضمانة الوحيدة لاستقرار دائم في شبه الجزيرة العربية، وهي الحليف الاستراتيجي الذي يمتلك الإرادة والقدرة على حماية الأمن القومي العربي. إن محاولة القفز على هذه الحقيقة أو تأجيل استحقاقاتها تحت مسميات "الحلول الوسط" لم تعد تجدي نفعاً أمام شعب قرر استعادة قراره الوطني.


ختاماً، إن يدنا ممدودة للحوار والتنسيق المسؤول الذي يحفظ كرامة المقاتل الجنوبي ويحترم إرادة شعبه، لكننا في الوقت ذاته نؤكد أن السيادة الجنوبية خط أحمر، وأن ثوابت قضيتنا هي البوصلة التي لن نحيد عنها مهما بلغت التحديات. فليكن التنسيق وسيلتنا لتعزيز النصر، وليكن استقلال الجنوب هو الهدف الأسمى الذي تتوحد حوله كافة الجهود الصادقة.


ناصر علي العولقي

26 ديسمبر 2025