في مشهد مهيب ستتوقف عنده ذاكرة التاريخ طويلًا، سجّلت حضرموت اليوم لحظة فارقة في مسار الثورة الجنوبية، لحظة انبعاث الروح من تحت ركام الصمت والخذلان، لحظة انتفاضة حضرمية خالصة، عبّرت فيها الجماهير عن إرادتها الصلبة، وكبريائها المتجذر، وانتمائها الصريح للجنوب وقضيته العادلة.
إنها مليونية النصر والسيادة… مليونية حضرموت التي أوجعتهم قبل أن تبدأ، وأربكت حسابات المراهنين على تشتت الصف الجنوبي
من وادي حضرموت، تدفق سيل الجماهير إلى مدينة سيئون، بلا عرقلة، بلا نقاط تعسفية، في موكب شعبي هو الأول من نوعه منذ سنوات، وكأن الأرض نفسها كانت تشتاق لخطى أبنائها الأحرار، وكأن الجبال أفسحت الطريق لصوت حضرموت أن يعلو بعد طول حجب.
حضرموت اليوم صفعت كل من حاول التشكيك بولائها، وردّت عليهم بالفعل لا بالقول:
نحن الجنوب… ونحن صانعو النصر ومالكو القرار.
لم تكن الفعالية مجرد احتشاد… كانت زلزالًا سياسيًا، وهزة وعي، وصحوة شعب استعاد صوته وهيبته، وصاغ موقفه دون إذن من أحد.
رفرفت رايات الجنوب، وهتفت الحناجر بإسمه، وارتفعت اللافتات التي تعلن بوضوح:
لا مكان للمليشيات، لا مستقبل للوصاية، حضرموت للجنوب، والجنوب لأبنائه.
تحية لأرض التاريخ، تحية لرجال ا الحضرمية، تحية لأبطال النخبة، الحضرمية وقوتنا المسلحة وكل صوت حضرمي قال كلمتة
هذا اليوم سيظل شاهدًا على أن حضرموت إذا نهضت، حرّكت الجنوب كله…
وأنها اليوم أعادت رسم خارطة الصراع، وأجبرت الجميع على إعادة الحسابات، فقد انتهى زمن الصفقات على حساب الأرض، وبدأ زمن القرار الحضرمي الجنوبي الخالص.
اليوم حضرموت تصنع المجد، وغدًا الجنوب ينتزع الدولة.
عاشت حضرموت حرة، وعاش الجنوب واحدًا موحدًا
والنصر… لشعب لا يركع.