بـقـلـم / عــلــوي شــمـلان
تــصدع ام انــهــيار
عــنـد الـقـمـة ؟ ...الان هـــذاهــوســؤال هـــذه اللحــحـظـة المُـخـيفـة المُــقـلـقـة التي تـوقـعـهـا المُــتـفـائـلون قــبل المُـتـشـائـمـون مـن لحــظـة اعــلان تـشـكـيـلة الـرئـيـس و والاعـضاء الـسـبـعـة لمجـلس الـقـيادة الرئـاسي في ابريل 2022م ، والتي افــتـقـرت الى الحــد الادنـى مـن التـوافـق عـلى هــدف وطني محــدد او مشروع وطني جــامع ، او حتى الانـسجام في الأداء المــرحـلي كــونهــا ضـمت فُـرقـاء لــكل مـنهــم اهــدافــه وايـضـا حُـلـفـائه كـمرجـعـيات وتـمويـل ....
مـن اللحــظـة الأولى لإعــلان تـسـلُـم مجـلس رئاسي لـصـلاحـيات الرئـيـس هـــادي بـدأ واضـحـاً ذهــاب الاطـراف الممسكة بملف القضية اليمنية الى فـكرة المجـلس الرئاسي او الـقـيادة الجمـاعـيـة ،كَـحَـل بـسيط مـؤقـت لـمُـشـكـلـة مُـزمنـة مُـعـقـدة ، مـن واقــع مـعـرفة سـطـحـية بـتجـارب ســابـقـة للـيمن مـع المجـالس الرئاسية والــقـيادية ، دون الـتـعـمق في ظــروف وسـياقـات تـشـكيلهـا وطـبـيعـة الـقـضـايا والمُــشــكـلات التي دعــت الى تـشـكيـلهـا ، ودون حــتى الــنـظـر الى الـمـآلا
ت والـنـهـايـات غـير الـسـارة التي انتهت الـيهـا هــذه تـجــارب هــــذه المجـالـس..
كــان مجـلس قـيادة الـثورة الـذي تـشـكـل في صـنـعـاء في ســبـتـمـبر 1962 م كـسلطة حـاكـمـة للجمهورية في الـشمـال ، اول المـجالس الـقيادية الجمـاعـية في تاريـخ الـيمن الحـديث ..لــكن الخــلافـات دبــت بيـن اعـضاء المـجـلس مـن الــشـهـر الاول ، ووصلــت الى حــدود الاتهامات والتخـوين ، وانـتهـت بـعـزل الـسلال نـفـسه مـن الرئاسة والقـيادة وحــل المجلس في نوفمبر 1967م وتـشـكيــل مجلس اخـر بمسمى اخـر،وتوجـهـات اخــرى واعــضـاء اقــل ، وانـسجـام اكثرــ (المجلس الجـمـهـوري) ــ ومــع ذلــك وبعــد قــرابة ســبع ســنوات ظـهـرت خــلافـات اعضاء المجلس الجـمهوري الى الـعـلـن ، مـما دفـع برئــيس المجلس الـقـاضي عـبدالرحمـن الاريـاني الى تـرك المـنـصب ومُـغـادرة الــبلاد ، وتـسـليم الـسلطـة لمجلس قـيادة عــسكري بـرئـاسة المُـقـدم ابراهــيم محمد الحمدي في يونيو 1974م ،وقــال مـقـولتـه الشـهيرة : (لـن اسمـح بـإراقـة دم طـائر من اجـل بـقـائي في السلطـة) .. قُـتـل مجـلس القـيادة عـمـليـاً بمـقـتـل مؤسـسه ورئـيـسه الحمـدي ، وحــين تــسلم الرئيس صــالح السلطة في الشمال بـعـد مقــتـل الرئيس احمد الغــشمي ، انهى فكـرة ووهــم الـسلـطـة الجــماعـية ..
وفي الجــنوب شــكـل تـنـظـيم الجــبهـة الـقومية الذي استـلم الـسـلـطة مـن بريـطانيا في نهاية نوفمبر 1967م (الـقــيادة الـعـامة )كمجـلس سـلطة مــوازي لـسلطـة الرئيس قـحطان محمد الشعبي .. انتهت صـلاحـية (القيادة العامة ) مـع عــزل الرئيس قحـطان الشــعـبي من السلطة في اقــل من عامين يونيو1969م وتَـشَـكَـل مجـلس رئاســة في عــدن برئـاسـة الرئيس سالم ربـيـع علي وأعضاء اخـرين ، وبـحُـكم الـشعـبيـة الجــارفـة الطاغـية للرئيس (سالمين) بين اوســأط الــناس في الجــنوب ، فــاض اســم الرئـيس (سالمين) وغــمــركــل المسميات والشخوص السلطوية في الجنــوب ، وهــذا ربـما كـان سـبـباً من اهم الاسـباب التي أدت الى الانـقـلاب عـلـيه وقــتـله في يونيو 1978م ...
وفي مـايــو 1990م لحــظـة اعــلان قـيام الوحــدة اليمنية ، تــم الاعــلان عـن مجــلس رئـاسـة للحــكم في نــظـام الوحــدة برئاسـة الرئيـس عـلي عـبدالله صـالح ونانـبه علي سـالم البـيض وثـلاثة اعـضاء اخـرين .. انتهى هــذا المجـلس بإنـدلاع حــرب 1994م ...
والحــقـيقـة التي لامــندوحــة مـن انكارهــا او الهـروب مـنهـا ، هـي ان مجــلس الـقـيادة الحــالي هو الأنــموذج الأسوأ لــهذه المجالس التي كــانت مـوعـودة بالصراعـات والخــلافـات بـدرجــات مختـلـفـة مـن بـدايات تـاسيسـها ،حـي
ث يـرى مُــراقـبين ومُـتابعين كُـثـر ان هــذا المجـلس تشـكـل اولاً (كحــالة مُـعــبـرة عــن إرادة الخــارج) ولــم يتـم اللجــؤ الـيه ضمن رؤية شاملة لإصلاح هيكل الـسلـطـة والحكومة وتحسين إدارة الازمـة والحـرب ووقــف تـغـول الــفــساد، ولــم يكن أيـضا ســوى مـحـاولة عـقـيمة للمحـاصصة وتـقـاسم مغانــم الـسـلطــة بين مجموعـة فرقاء ...
ومما يـؤكـد ذلــك ان المجلس افـتـقـد ولازال يفـتـقـد لضـرورات ضـوابط العــمل المــعـروفــة ، كـوضع آلية لتحقـيـق المساءلة أو تعـريف مهام الأعضاء أو حدود صلاحياتهم ... ومـن بداية تـشكـيله لــم يـمنح الــناس في الــبلاد ولـو الـيـسير مـن الامــل ، ولــم يـحـفـزهــم عــلى مــنحـه ثــقــتـهـم ، واصـبح الــتـندرعـلى اسمـه واعضائه وصورة تـشـكـيـلـتـه عـلى الـسـنـتـهـم ، والـشـك وعــدم المصـداقـيـة في قـرارته واعـماله في اذهــانهم ..