آخر تحديث :الثلاثاء-30 ديسمبر 2025-06:42م

نهاية سنة 2025م

الثلاثاء - 30 ديسمبر 2025 - الساعة 02:44 م
محمد عبدالله المارم

بقلم: محمد عبدالله المارم
- ارشيف الكاتب


بقلم: محمد عبدالله المارم


ها نحن نعيش آخر يومين من

السنة الميلادية 2025 وكأن السنة في سرعة انقضائها قد أصبحت كالشهر بل وكأن الأيام تتسابق نحو خواتيمها. وكأني أنظر إلى نفسي بالأمس القريب وانا أكتب مقالاً عن بدايتها.

وي أم حقيقة واقعية؟ وقد ورد في الحديث النبوي:

«لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنوها أنا اليوم أكتب عن نهايتها. غير أن الأهم من البداية والنهاية هو الأثر الذي يبقى بينهما.


كثيراً ما نسمع أن الوقت أصبح يمضي أسرع من ذي قبل فهل هذا الإحساس شعور مع

نة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة».


وقد تعددت أقوال العلماء في تفسير هذا الحديث؛ فقيل إن التقارب حسي وقيل إنه معنوي.

وذهب بعضهم إلى أن المقصود هو تطور وسائل النقل والاختراعات الحديثة كالطائرات والقطارات والسيارات التي قرّبت المسافات واختزلت الزمن. بينما رأى آخرون أن المعنى الأرجح هو نزع البركة من الوقت.

يزال محدوداً في واقعنونُقل عن السيوطي قوله:

«قيل هو على حقيقته نقص حسي وأن ساعات النهار والليل تنقص قرب قيام الساعة، وقيل هو معنوي، والمراد سرعة مر الأيام ونزع البركة من كل شيء، حتى من الزمان…

وفيه أقوال غير ذلك والله أعلم».


ومن الناحية العلمية يُعد الزمن مسألة نسبية كما توضحه النظرية النسبية الخاصة «لآينشتاين » حيث يتباطأ الزمن كلما اقترب الجسم من سرعة الضوء. ورغم أن تطبيق هذه النظرية م

اا الحالي، فإن آفاق المستقبل تبقى مفتوحة على احتمالات غير متوقعة.


وإذا نظرنا إلى السنة التي شارفت على الرحيل من زاوية حسابية بحتة فإننا نتحدث عن ما يقارب 8760 ساعة وأكثر من نصف مليون دقيقة من أعمارنا قد مضت.

وصدق أحمد شوقي حين اختصر الحياة بمقياس الدقائق فقال:

دقّات قلب المرء قائلةٌ له

إن الحياة دقائقٌ وثوانِ

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرَها

فالذكر للإنسان عمرٌ ثانِ

رحل أحمد شوقي وبقي شعره شاهداً على أن الأثر الصادق يتجاوز حدود الزمن.


وسواء نظرنا إلى الزمن من زاوية دينية أو علمية يبقى السؤال الأهم:

ماذا أنجزنا فيه؟ وما الذي استفدناه منه، سواء مر سريعاً أم بطيئاً؟ وقد لخّص النبي ﷺ هذه الحقيقة بقوله:

«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».

ولعل ما سبق يكون دافعاً حقيقياً لفتح صفحة بيضاء مع بداية السنة الجديدة 2026م.

فالأهداف التي لا تُكتب بوضوح وتحديد تبقى مجرد أمانٍ وأفكار حبيسة الذهن لا ترى النور.


ومن أشهر الأساليب العلمية في صياغة الأهداف ما يُعرف ب

منهجية SMART(سمارت) والتي تقوم على خمسة عناصر:

أن يكون الهدف محدداً قابلاً للقياس واقعياً وقابلاً للتحقيق، ذا صلة بقيمك وتطلعاتك ومحدداً بإطار زمني واضح.


وأخيراً ونحن على أعتاب عام جديد اعتدنا أن نقول:

من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة.

غير أن الحقيقة الأعمق هي أن الإنجاز والقيمة المضافة للحياة هما المعيار الحقيقي لضياء النهايات.