آخر تحديث :الثلاثاء-30 ديسمبر 2025-06:42م

العداء للتحالف العربي.. انحراف عن المعركة الوطنية وتمكين للمليشيا الحوثية

الثلاثاء - 30 ديسمبر 2025 - الساعة 03:28 م
مطيع سعيد سعيد المخلافي

بقلم: مطيع سعيد سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


يشكل تصاعد الخطاب العدائي ضد المملكة العربية السعودية أو دولة الإمارات العربية المتحدة مساهمة مباشرة في الانحراف بمسار المعركة الوطنية، ويمنح المليشيات الحوثية فرصة إضافية لتعميق سيطرتها الميدانية وإطالة أمد الصراع.


وفي الآونة الأخيرة، تحاول بعض الجماعات والمكونات السياسية استغلال الأحداث الجارية في المناطق الجنوبية والشرقية، وتصويرها على أنها نتاج خلافات بين الرياض وأبوظبي. غير أن هذه الرواية تتجاهل حقيقة راسخة، مفادها أن العلاقة السعودية الإماراتية علاقة متينة وقوية، قائمة على أسس استراتيجية تخدم مصالح البلدين والمنطقة، ويقدم فيها الطرفان تضحيات وتنازلات متبادلة دعماً لبعضهما.


لقد ظل الموقف السعودي الإماراتي من الأزمة اليمنية موحداً وثابتاً، سواء في دعم الشرعية أو في مواجهة المشروع الحوثي. ولم تسجل أي تعارضات حقيقية في الرؤى أو التوجهات، باستثناء ما تروّجه بعض وسائل الإعلام التابعة لمكونات تتمنى حدوث شرخ بين الرياض وأبوظبي.


المفارقة أن بعض هذه الجماعات كانت في وقت سابق من أشد المؤيدين للسعودية والإمارات، لكنها اليوم تنخرط في خطاب الإساءة والعداء، في تحول يكشف تعارض مصالحها مع الأهداف الوطنية العليا للشعب اليمني، ومع مساعي التحالف العربي الداعم لليمن في أصعب مراحله.


ومنذ بداية الأزمة، وهذه المكونات تسعى إلى التوسع في المدن والمحافظات المحررة، والاستيلاء على المساعدات السعودية والإماراتية، والتفرد بالسلطة والثروة، على حساب أمن المواطنين واستقرارهم. وقد أسهمت هذه الممارسات في إرباك الجبهة الوطنية، وتمديد زمن سيطرة المليشيات الحوثية، وعرقلة مشروع التحرير.


إن توجيه البوصلة نحو العداء لدول التحالف لا يخدم سوى أعداء اليمن، بينما يبقى توحيد الصف الوطني والالتفاف حول الشراكة السعودية الإماراتية شرطاً أساسياً لاستعادة الدولة وتحقيق تطلعات الشعب اليمني.