كان لي شرف حضور هذا الاجتماع النبيل والمشاركة بالتوقيع عليه مع بقية أبناء حضرموت والذي يعتبر أهم اللقاءات الاجتماعية القبلية في العصر الحديث تلتقي مبادئه مع الحقوق الإنسانية وتحالفاتها الشريفة
ولا يحسبن أحدا ان البيان الصادر عن تحالف قبائل حضرموت يهدف إلى مكاسب سياسية أو مالية ...أو يؤوله البعض على انه لفصل حضرموت ا و الاستحواذ بها وما فيها فالقبائل الحضرمية تعظم حرمة الدماء وهي اكبر من ان تنجر لسفك الدماء لمقاصد دنيوية زايلة.
فقبائل حضرموت تحملت وصبرت على من أمم ممتلكاتهم وأذاقوهم أصناف الظلم وفضل كثيرا من الحضارم الهجرة ليعيش في الغربة على الانجرار لسفك الدماء ومن بقي منهم عاش صابرا على كل ذلك وكل ذلك تجنبا عن سفك الدماء وإراقتها الذي يتجنبه الحضارم ويتنازلون عن كثيرا من حقوقهم في سبيل تفادي ذلك.
ولكن الأمر اليوم وصل إلى ملا يقبل التنازل أصلا فقد وصل التمادي ضد أبناء حضرموت إلى التعدي على كل شي وانتهاك حقوقهم الآدمية البسيطة فيتم سفك الدماء البرية وانتهاك الحرمات ويتعمدون واهانة الحضرمي وإذلاله بشكل مستهجن وهيمن على القوى المهيمنة في حضرموت طابع الاستحقار والاستهانة بأبناء حضرموت الذي يتم التعرض لهم في الطرقات وقراهم ومدنهم وكل مناطقهم.
كل هذا من قبل القوى التي تمثل الدولة في حضرموت والتي لم تحسن الدولة اختيارهم لهذه المهمة ....ولم تستمع إلى شكاوي واستغاثات أبناء حضرموت لرفع هذا الظلم والطغيان الذي يستهدفهم.
فأتى هذا البيان ليمنع استمرار سفك الدماء في حضرموت وانتهاك الحقوق الآدمية لأهلها ولم يأتي ليعتدي على مصلحة مشروعة لأحد أو للتحريض ضد احد.
فنرجو من جميع العقلاء تفهم هذه الهبة النبيلة من قبائل حضرموت ان يتفهموا المقصد الشريف منها وان يساهموا في دعمها بان لا يسمحوا باستغلال البسطاء ليزج بهم في مواجهة أبناء حضرموت باسم شعارات رنانة ليستغلها البعض لحماية مصالحة وليذيق قوما الظلم باستغلال قوما أخر ولا يسلم احد من طغيانهم.
ولا يفهمن هذا على انه محاوله للاستحواذ على حضرموت وثرواتها والتي لا يصل شي منها لأحد في الشمال ولا الجنوب وإنما تذهب لجيوب من يهيمنون عليها.
ونرجوا بدل ان يستغل هولا لمواجهة أهل حضرموت في هبتهم ان يرجعوا إلى مناطقهم ليهبوا مثل الهبة ويخرجوا أهلهم مما هم فيه من طغيان فلوا ان الكل قام بنفس هذه الهبة لانتهت كل أوكار الظلم التي تستغل جميع المظلومين لمواجهة بعضهم بدل الانتصار لأنفسهم وأهلهم ونرجوا ان ينسحب كل جندي نزيه لا يحب ان يناصر الظلم والطغيان.
وليعلم الجميع ان الحضارم لا يرضون ظلما لأحد فلا يخاف أحدا على ممتلكاته ومصالحه المشروعة في حضرموت فالحضارم قط لا يعتدون على احد ولا على ممتلكات احد وكل ما يريدونه هو حفظ كرامتهم ودمائهم على أرضهم بتولي إدارة أمنهم في مناطق بما لا يتعارض مع امن احد فهم احرص الناس على امن الجميع وحقن دماء الجميع.
وهذا ما جاء في الكلمة الرائعة التي ألقاها الداعية الشيخ عبدالرحمن باعباد أوضح فيها مقاصد الاجتماع ومبرراته والدوافع إليه وكان له الدور الأبرز في إنجاح الاجتماع وما خرج به