هناك حكمه تقول ( اذا أردت أن تُطَاعَ فاطلب ما يستطاع ) وهذه الحكمه أو درر الكلام تنطبق على كل أمور حياتنا الفردية والمجتمعية وحتى السياسيه . منذ بداية ظهور المعارضين أو المحتجون على الدوله اليمنية في عدن
وأظنه في العام 2007 والذين أصبحت تسميتهم الآن بالحراك كانت مطالبهم للمتقاعدين قسرآ حقوقية فردية عسكرية واضحة ، ولأظن أحدا سيغالط التاريخ في هذا الشأن ويلبس مطالب اليوم بذالك اليوم ، أو يسقط أهدافه اليوم على ذلك اليوم ، لست هنا في استعراض الحلول التي قدمتها الدوله ولست هنا في دفاع عن الدولة في ذلك الوقت أو اليوم أو حتى غدآ ، فانا كاتب رأي أعبر عن رأيي ووجهة نظري ، قد تتفق وجهة نظري مع الدوله وقد تختلف معها ومن حقي ذلك كأنسان سواء أعُجِبَتْ الدوله برأيي أم لم يعجبها أو أتفق معي الطرف الثاني أم لم يتفق ، وهذا شأن الكتاب وكل أنسان حر ، ويجب أن نتعلم بقبول الرأي الآخر وان لم يعجبنا أو لم يكن في صفك والا فان كل مبررات حراكك ستنهار أمام مطلب أساسي كحرية الرأي لجميع الناس ، تابعت كغيري المساجلات في السنوات التي أعقبت تلك الاحتجاجات في خور مكسر وعلقت عليها ، وكان أعلى سقفها أعادة العسكريين والمدنيين الذين أُحِيلّوا للتقاعد قسرا.
المطالب والحقوق بحد ذاتها شرعيه ولإخلاف عليها في ذلك الوقت وأكرر كلمة في ذلك الوقت ، لأنها لم تتجاوز المسلمات أبدآ، لكن بعد فترة من الزمن دخل عليها ذوو المصالح الخاصة ومن ( في نظري) فقدوا السلطة والتسلط على الأرض والإنسان بعد الوحدة اليمنية وذهبوا يوجهون هؤلاء العسكريين الى غاياتهم وأضافوا ما أضافوا من كلمات ممغمغه (لا أنكرها أناهنا) ولكنني أعي أنه حق يراد به باطل كدس السم في العسل واستغلال البسطاء من الناس لغرض في نفس يعقوب ، ومن يعود للذاكرة ويتذكر تلك الأيام فانه سيجد أن كل ذلك الحراك فقط انحصر في خور مكسر وكانت الأمور لاتوحي بغير ذلك في بقية المناطق مما يترجم أن فئات معينه من المتضررين من مناطق محدده هي التي تضررت وليس كل الناس في مناطق الجنوب اليمني ، ولكن لو راقبنا الأحداث وهل تمت معالجه الوضع أم تسكينه بمسكنات فان المشاهد سيلحظ أن من قاموا بكل تلك البدايات بالاحتجاج والتظاهر في خور مكسر لازالوا هم أنفسهم رغم معالجة مشاكل الكثير منهم والأطرف أن الكثير منهم قد حُلّتْ مشكلته كمتقاعد قسري والبعض منهم أصبح مغترب وفجأة تغيرت المطالب من حقوقيه الى انفصاليه فأيهما الحقيقة هنا البداية أم النهاية !؟
مرت السنوات وحصل ما حصل وابتعد الذين طالبوا بحقوقهم كمتقاعدين وحضر نيابة عنهم أشخاص آخرون ووجوه أخرى وشخصيات أخرى كانت في السابق جزء من السلطة تطالب بالسلطة وتبعهم الكثير من البسطاء من مناطقهم وبقيت أغلبية سكان المناطق الأخرى بعيدة عن كل ذلك إلا من بعض المغرر بهم والذين لا ناقة ولأجمل لهم فيما حصل ويحصل بل والغرابة هنا أن من اتبعوهم في هذا الطريق هم أحد ضحايا حكم فترتهم الزمنية الشموليه السابقة .
بدأت المطالبات بحقوق المتقاعدين العسكريين وفي ليلة وضحاها تم تغيير مسار الحقوق واصبحت تنادي برفع المظالم وكأن المظالم موجوده في منطقه واحده فقط واعادة الأراضي وكأن المطالبين أصبحوا ينامون في العراء ولا يملكون مساكن . لقد كانت المطالب لدى البعض في تلك الفترة على استحياء مطالب أعادة دوله اندمجت في دولة أخرى واعادتهم الى مراكز الحكم . ، لست ضد مطالب الناس ولن أكون أبدآ مادامت منطقيه وحقوقيه ، لكن أن تختفي خلفها مطالب سياسيه وجهويه وطائفيه وانفصاليه فأنا هنا لا أتفق مع ذلك مطلقآ .
ان مطلب أعادة حقوق الناس واعادة الناس الى مواقعهم الوظيفية ورفع الظلم عنهم والتحكم في أدارة ثرواتهم ومناطقهم مطلب شرعي ولكن لجميع من في الوطن وليس لفئة معينه أو منطقه محدده، فاذا كنت تطالب بذلك سلمآ فهذا من شأنك ومن حقك ولكن عليك أن تقبل أيضا حقي الشرعي و مطالبي وان تعارضت مع مطامعك ومصالحك ، المطالبات بالحقوق عندما تكون واقعيه ووطنيه يلمسها الأنسان بيده ، ولكن عندما تصبح تعجيزيه و تقفز الى الأعلى وتطير في السماء يصعب تصديقها وتحقيقها ، فصدق من قال اذا أردت أن تطاع فاطلب بما هو مستطاع .