ليزا فتاة من أب شرقي وأم غربية فهي ثمرة زواج بين الشاب اليمني القادم من أدنى الشرق للدراسة في إحدى جامعات بودابست بعد علاقة عاطفية بعيدة المدى وبدون حدود أثمرت الطفلة التي اسموها ليزا ولكن الشاب الشرقي حنَّ لحياة الشرق فما أن انهى دراسته عاد ونسى أو تناسى زوجته الغربية وطفلتها واشتاق للزواج من فتاة شرقية يكون هو الرجل الأول والأخير الذي تعاشره .
جاء أبن عم الفتاة ليزا للدراسة والبحث عنها واستردادها إلى أرض الشرق كي تحيا حياة أيٍّ فتاة شرقية ، يبحث عنها حتى يلتقيها في حانة رقص وسكر ، يتعرف على الوجوه تقع عينيه على ملامح فتاة شرقية بهيئة غربية في وسط صالة للرقص الغربي معظم جسدها عارٍ إلا أغلظ عورتها وهي في حال عناق مع صديقٍ لها يتبادلان القبل ، يتقدم الشاب الشرقي الذي أضناه البحث عن ضالته فترة من الزمن ويجذبها من يدها بعيداً عن صديقها ، وهي في حال ذهول ودهشة من تصرف الشاب ذو الملامح الشرقية ، يبادرها بالكلام:
ما هذه الأفعال الماجنة
تضع عينيها في عينيه وهي تشتعل غضباً من سلوك الشاب وفي انفعال ترفع يدها لتصفعه ، يمسك يدها قبل أن تقع عليه ، فتصرخ قائلةً:
مَن أنت ؟ وماذا تريد مني تلاحقني في كل مكان
يحاول تهدئتها فيخفض صوته أمام انفعالها ويحاول شرح سبب أفعاله قائلاً :
ليزا أنا أبن عمك قادم من الشرق وأحب أن تعودي معي
بسخرية يرتفع صوتها محدثاً قهقهة وهي تقول:
ومَن قال إني أريد أن أعود إلى الشرق ، أنا نشأت هنا ولن أكون إلا ليزا فتاة غربية
يحاول أقناعها بالعودة ويفصح لها عن مشاعرة تجاهها ورغبته في الزواج والعودة بها إلى موطنها الأصلي موطن جدودها وإن كانت من أم غربية قائلاً:
ليزا عشقتك من قبل أن أراكِ عندما كان يحدثني عنكِ عمي ولمّا رأيتك أزدتُ حباً .. ليزا أحبكِ .. هل تتزوجي بي
تمسك بيد عشيقها ويغادران المكان يلحق بهما إلى خارج الملهى وهو يناديها:
ليزا لم تردي على طلبي
تستدير نحو مصدر الصوت وصديقها يتجه نحو دراجته النارية يمتطيها في انتظار عشيقتها حتى تلحق به ، وقبل أن تتحدث يبادرها الشاب الشرقي بالقول:
ليزا ستحيين حياة مستقرة ونكون أسرة تكونين أنتِ سيدتها
مازالت تتصرف بسخرية من تصرفات الشاب الشرقي ترفع كلتا يديها مصفقة وبعبارات ساخرة تقول :
أكنس المنزل وأطهو الطعام وأربي الأولاد وانتظرك حتى تعود أخلع نعليك وأباشر كل أعمال الجواري مع سادتهم
محاولاً اقناعها وبصوت يبعث على الدفيء والاستقرار يحاورها:
فهمك خاطي عن علاقة المرأة بزوجها في الشرق ليس كما تصفين بل هي تقوم بدورها في إعداد الأبناء وتوفير كل أسباب الراحة والاستقرار كما للزوج واجبات تنصب في نفس المهمة
تجيب وهي على عجل تريد أن تلحق بصديقها الذي بدأ يشعرها بتململه من الانتظار:
حتى لو اقتنعت ، سيأتي اليوم الذي ستشعر بالندم لأنك تزوجت فتاة غربية وسينطلق الرجل الشرقي بداخلك ويشعر بالندم لأنك لم تحظى بفتاة بكر لم يمسها أحدٌ قبلك ، أما أنا فتاة عشت كل حياة الغرب وكانت لي علاقة مع أصدقاء تبادلنا فيها كل أنواع المتع دون استحياء وهذا يوماً سيؤرقك ويدخل التعاسة إلى حياتنا.. أرجوك أتركني أكمل حياتي كما هي وعد فإن فتاة شرقية خلف حجابها تنتظرك
تترجل ليزا نحو دراجة صديقها وتمتطي خلفه وتضع ذراعيها على خاصرته والشاب الشرقي مازال ينظر إليها والحمية تكاد تحرقه فهي أبنة عمه ولكنه لا يستطيع فعل شيء فهي ليست قاصر وكل القوانين الخاضعة لها جنسيتها ستحاسبه وتدينه وهو يشعر بالقهر من سلوك أبنة عمه بملامحها الشرقية وتصرفاتها الغربية تنطلق الدراجة وتتلاشى ملامح ليزا ولا يبقى للشاب الشرقي إلا الشعور بالقهر والهزيمة والعار وذهنه شارد لا يستفيق إلا على كرات الثلج تتساقط تقع على كتفيه ورأسه المفعمة بإحساس الندم والعار.