آخر تحديث :الخميس-01 مايو 2025-02:53ص
ملفات وتحقيقات

انقطاع المياه عن المدارس.. مشكلة جديدة تضاف إلى مشاكل التعليم بعدن

الإثنين - 09 نوفمبر 2020 - 10:08 ص بتوقيت عدن
انقطاع المياه عن المدارس.. مشكلة جديدة تضاف إلى مشاكل التعليم بعدن
(عدن الغد)خاص:

استطلاع/عبداللطيف سالمين:

تعاني مدارس عموم مديريات مدينة عدن من مشاكل عدة تجعل من سير العملية التعليمية على الطلاب أمر غاية في الصعوبة.

ومازالت الكثير من المدارس في مدينة عدن تعاني نقصاً شديداً، سواء في الكتب أو المقاعد المدرسية وغيرها الكثير من المستلزمات، ونظافة المقاصف المدرسية وصيانة الحمامات وخزانات المياه.

وأمر وتوفر مياه الشرب في المدارس ليس بأفضل حال ولا يقل سوءاً، حيث تعاني الكثير من المدارس في معظم مديريات المحافظة من عدم توفر المياه للشرب أو في الحمامات، أضف إلى ذلك الاستغلال الحاصل في المقاصف المدرسية وبيعها للكثير من الأطعمة التي تحضر في المقصف المدرسي نفسه كسندويش البطاطا المقلية التي تعتبر من الأطعمة المضرة بصحة الطلاب، وكل هذا بعيداً عن أعين المعنيين.

يزيد انقطاع المياه من المصاعب التي تواجه طلاب مدينة عدن ويظل الآلاف من الطلاب في مدارسهم بدون مياه لأسابيع، فيما يتأثر الأطفال على الأخص وبشكل كبير بسبب عدم تأمين مياه الشرب أو الاهتمام بنظافة الحمامات التي وبسبب عدم صلاحيتها للخدمة تشكل عبئاً وضغطاً خاصة على التلاميذ صغار السن، حيث يضطر الطلاب على سبيل المثال لا الحصر في بعض مدارس الثانوية للهروب إلى منازلهم لقضاء حاجتهم بسبب الوضع المزري للحمامات والمياه الملوثة الموجودة في الخزانات المهترئة للثانوية التي تعاني بطبيعة الحال من نقصٍ بعدد المقاعد لدرجة أن الكثير من الطلاب لا يتمكنون من الجلوس طيلة فترة الحصة الدراسية حسب ما أكد العديد من أهالي الطلاب.

بيئة غير صحية للدراسة وضغوط إضافية

لطالما عانت مدارس مدينة عدن من مشكلات حادة في المياه، والوضع الآن فائق الخطورة، حيث يزيد النقص الشديد في المياه من المخاوف الصحية على الطلاب.

ويسبّب نقص المياه الشديد ضغوطًا إضافية على مدارس عدن التي تُعاني أصلاً من انقطاع الكهرباء، وعدم توفر البنية الدراسية الصحيحة ولا الظروف المناسبة لسير عملية التعليم في البلاد.

وتؤثر العوامل المتصلة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية على حق الأطفال في التعلم في نواح ‏كثيرة. وفي الأجواء التي تكون فيها الأحوال الصحية سيئة، لا يستطيع الأطفال تحقيق إمكاناتهم في التعلم.

وتقرر المدارس جزئياً صحة الأطفال ورفاههم من خلال توفير بيئة صحية أو غير صحية. ومع أن مرافق ‏المياه والمرافق الصحية في المدارس أصبحت تعتبر أساسية في تعزيز سلوك النظافة الصحية الجيدة ‏ورفاه الأطفال، لا تزال توجد في مدارس كثيرة مرافق رديئة للغاية. وتتباين أحوال المرافق الصحية من ‏غير ملائمة وغير كافية، إلى عدم وجود مراحيض ومياه مأمونة للشرب والنظافة الصحية على الإطلاق. ‏

واشتكت مديرات ومعلمات مدارس ثانوية وأساسية في عدن  من عدم توفر المياه بمدارسهن ما تسبب لهن وللطالبات بمعاناة يومية يزداد وقعها على طالبات المرحلة الاساسية.

وأشارت إلى فشل المخاطبات العديدة للجهات المعنية لإيصال المياه.

بنية أساسية متدهورة، وضرر لا يمكن إصلاحه

غياب مياه الشرب عن مدارس مديريات عدن ، مشهد اعتاد عليه طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية والقائمون على الإدارة التعليمية بالمديرية والمعلمون، والخزانات هى المنقذ الوحيد بعد ملئها إما عن طريق شراء المياه أو من خلال تطوع الأهالى، والتنبيه على التلاميذ بجلب احتياجاتهم من زجاجات المياه.

ويمثل انعدام وجود المياه الآمنة تهديداً لبقاء الأطفال من الطلاب اللذين يلجأ الكثير منهم إلى بدائل مثل مياه الشرب التي يتم شراءها من البائعين، وكثيرا ما يكون ذلك بدون مراقبة للجودة، وبدون أي ضمانات للسلامة، وتزيد مثل هذه الممارسات من القلق حول مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه وعلى الأخص بين الأطفال.

يقول سالم، وهو صبي في الثانية عشر من العمر يعيش في مديرية كريتر : "عندما يُخبرنا أبي بأنه قد حان دورنا للحصول على الماء، نقوم بتجهيز كل شيء يمكن أن نملؤه بالماء في المنزل – القوارير، والصفائح، والقدور والمقالي"، ويضيف " يكون وصول المياه، بمثابة حفل لنا، ولايعقل ان نحرم من المياه في منازلنا وفي المدارس ايضا، كون الامر مرهق حين يحتاج الطالب الدخول الى الحمام ولا يجد ماء أما مياه الشرب فقد نشتريها وبعضنا يأتي بها معه من المنزل.

ويقول أحد مدرسي ثانوية النهضة في مديرية الشيخ عثمان:"للأسف الشديد مشكلة انقطاع المياه تعتبر من أهم مشاكلنا طول العام وكل عام ولا احد حاول يحلها أو حتى يناقش إمكانية حلها.

ويضيف: " أغلب مدارس محافظة عدن لا يوجد فيها مقومات الحياة البسيطة من ( حمامات دائما غير نظيفة أو عدم وجود مياه فيها ، مراوح شبه خربانه ، سراجات غير صالحه ، وكراسي مكسره ، وسبورات متهالكه وغيرها الكثير )  ويختتم بنبرة حزينة متسائلا:"إلى متى هذا الحال؟ "

ووجه أحد أولياء الأمور نيابة عن طلاب مدارس عدن رسالة هامة عبر صحيفة عدن قال فيها: "مطلبنا توجيه واحد فقط من وزير التربية والتعليم/ الجمهورية اليمنية توجيه إلى كل مكاتب التربية في المحافظات بالتوجيه لصيانة حمامات المدارس والتأكد من وجود الماء كون بعض المدار محافظة عدن للأسف الشديد يغادر التلميذ من المدرسة ليقضي حاجته والسبب عدم وجود ماء في خزانات الماء الكبيرة والسبب إهمال بعض الإدارات لأبسط مقومات البنية المدرسية فيها .

وأضاف: إلى جانب صيانة وتركيب المراوح والسراجات لان بعض الإدارات المدرسية مع كل عام جديد يتفاجأ أولياء الأمور بعدم وجود مراوح وسراجات أو عدم صلاحيتها حتى يأتي فاعل الخير لسد حاجة المدرسة من المراوح والسرجات، أيضا لو هناك إمكانية تركيب حنفية ماء بارد من البرادات المكدسة في مستودعات بعض المدارس التي أكلها الدحل.

أهم مشكلة تواجه المدارس في عدن

وفي السياق يقول احد اولياء امور الطلبة لصحيفة عدن الغد:" بالطبع غالبية مدراء المدارس والمديرات لا يهمهم أن الطلبة بلا ماء أهم شيء راحتهم الشخصية وتوفر طلباتهم اول باول من حمام خاص ومنظفين للمكاتب ومئات الطلاب من دون مياه كانت للنظافة أو الشرب، هذا مايحصل للأسف"

ويؤكد ولي الأمر: "للأسف شحة المياه أهم مشكلة تواجه  المدارس و كذلك انطفاء الكهرباء لساعات في ظل اكتظاظ الصفوف بالطلبة، وهو ما يشكل بيئة غير ملائمة للدراسة على الاطلاق.

ويتابع بنبرة غضب:" بصراحه وصدق وأمانه التعليم فاسد كل شي فيه غير ملائم للعملية التعليمية، لا إدارة ولا حارس المدرسة والله عانينا الكثير والكثير ولكن لم نوقف التعليم ولكننا بشر ولكل شي حد معلوم"

ويضيف: يكفينا غض البصر عن الحقيقة والله تعبنا وطفشنا ولم يعد لدينا طاقة لتحمل المزيد فنحن من ننتج الرئيس والوزير  وكل مشكلات المجتمع فهل ينظر إلينا بنظرة حق واقول لا حياة لمن تنادي

غياب تام لدور الإدارة

ما يثير الاستغراب أيضاً التواطؤ الحاصل بين المديرين في بعض المدارس والمستثمرين للمقاصف المدرسية، الذين لا يترددون في بيع أطعمة غير صحية وبأسعار لا تراعي أبداً وضع الطلاب والتلاميذ، والأمثلة كثيرة؛ ففي جولة قامت بها “عدن الغد” تفاجئنا بالاستغلال الفاضح للطلاب من جهة الأسعار، دون مراعاة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المدينة وتؤثر بصورة كبيرة على الطلاب الذين يظطر البعض منهم بمتابعة العملية التعليمية بريق ناشف وحلق جاف لا يجد حيلة لإرواء ظمأه كونه لا يمتلك المال الكافي لشراء الماء والذي هو حق أساسي له ولكن كما يبدو فإن العيش في مدينة عدن بات يعني أن يتخلى الإنسان حقه الذي بات بصورة مخجلة حلم صعب المنال.