آخر تحديث :الخميس-14 أغسطس 2025-09:37م
ملفات وتحقيقات

تقرير سياسي في الصحيفة الورقية ليومنا هذا.. هجمات 11سبتمبر.. وما خفي كان أعظم!

السبت - 11 سبتمبر 2021 - 09:28 ص بتوقيت عدن
تقرير سياسي في الصحيفة الورقية ليومنا هذا.. هجمات 11سبتمبر.. وما خفي كان أعظم!
(عدن الغد) خاص:

ناقشت صحف عربية الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط.. بعد 20 عاما من تجربة الحرب على الإرهاب، لا تبشر حالة الديمقراطية الأمريكية ذاتها بأي خير، بل هناك أحداث تؤكد أن هناك خطرًا حقيقياً على هذه الأمة الرائدة.

وشهدت الحرب على الإرهاب ممارسات مشينة، واطلع العالم على فضائح معاملة المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب سيئ السمعة، كما كان لاستخدام معسكرات اعتقال في جوانتانامو تأثيرات بالغة على الصورة الأمريكية حول العالم خاصة مع ورود أنباء التعذيب والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون، وحتى اليوم.

وفي هذا التقرير سنستعرض خفايا لم تذكر خلال عشرين عاما تكشف لأول مرة منذ تلك الأحداث المأساوية..

قصة الرجل الذي بلغ بوش بالهجوم

بمناسبة الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر ذكرت التايمز في تقرير لمراسلها في واشنطن، أليستر دوبر، بعنوان: (11 سبتمبر: الرجل الذي قال لبوش إن أمريكا تتعرض للهجوم).

ويستعيد دوبر من خلال مقابلة مع آندرو كارد، كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة جورج دبليو بوش، اللحظات التي سبقت وتلت إخبار الرئيس السابق بأن "أمريكا تتعرض للهجوم" يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001.

ونقل تقرير التايمز أن الرئيس كان في حالة غضب شديد عند سماعه الخبر، ولكنه "فقد أعصابه" خلال الرحلة الثانية على متن طائرة الرئاسة في ذلك اليوم، عندما قيل له إنه لن يعود إلى واشنطن.

وكان بوش مصرا على أن طائرته يجب أن تعود إلى العاصمة، بينما كانت ترد تفاصيل جديدة عن الهجمات الإرهابية، وبدلاً من ذلك وبناء على نصيحة كبار موظفيه وجهاز المخابرات، اتجه الطيارون إلى قاعدة عسكرية في لويزيانا.

وقال كارد: "لقد كان غاضبا جدا مني. ظل يقول "سنعود إلى واشنطن العاصمة". وأضاف: "كان لديه كل الأدوات ليكون القائد العام في طائرة الرئاسة لكنه غضب مني بشدة".

وبحلول ذلك الوقت، وردت أخبار عن ضرب طائرتين برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بالاضافة إلى تعرض البنتاغون للهجوم، وكان ركاب رحلة يونايتد إيرلاينز 93، التي كانت متجهة إلى واشنطن، قد أجبروا على تحويل مسارها بعدما علموا بما كان يحدث في أماكن أخرى. وكان من المحتمل أن يكون البيت الأبيض أو مقر الكونغرس الأمريكي هو الهدف. وقتل حوالى 3000 شخص في الهجمات الأربعة.

كان بوش في ذلك اليوم في فلوريدا للحديث عن التعليم. وقبل وقت قصير من بدئه بالتكلم أمام أطفال في السابعة من العمر، أخبر موظفون بوش أن طائرة مروحية صغيرة تحطمت في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.

وبعد لحظات، أُبلغ كارد أنها في الواقع طائرة تجارية، وبعد ثوانٍ، علم أن البرج الجنوبي أصيب بطائرة ثانية.

وقال كارد للتايمز: "لقد كان في منصبه منذ ثمانية أشهر، ولكن ذلك كان اليوم الذي أصبح فيه رئيسا".

وأضاف: "مشيت نحو الرئيس من الخلف، انحنيت وهمست في أذنه اليمنى: اصطدمت طائرة ثانية بالبرج الثاني. أمريكا تتعرض للهجوم".

وتشير التايمز أنه بحلول الوقت الذي غادر فيه بوش الصف المدرسي، كانت "أولى المكالمات التي أجراها بوش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وفي الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر ما زال صدى القرارات التي ساعد كارد في اتخاذها يتردد حتى اليوم، بحسب التايمز. فقد وصلت الحرب في أفغانستان - وهي رد فعل الولايات المتحدة على الهجمات - إلى "نهاية فوضوية" الشهر الماضي بعد أن سحب الرئيس بايدن القوات الأمريكية وسيطرة طالبان على كابل.

وبالنسبة لأمثال كارد، الذي كان له دور فعال في إرسال الولايات المتحدة إلى الحرب، هناك شكوك في أن إنهاء الصراع، حتى بعد فترة طويلة، كان الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله، بحسب الصحيفة.

وقال للتايمز: "إنه وقت صعب للغاية بالنسبة لي عاطفيا". وأضاف: "أريد أن أفي بوعدنا بتذكر الضحايا وما حدث في 11 سبتمبر، لكن لا يسعك سوى التركيز على التضحيات التي تم تقديمها نتيجة 11 سبتمبر عندما ذهب الناس إلى الحرب... كانت مهمتنا التأكد من أن أفغانستان لن تؤوي الإرهابيين وها نحن الآن عشية الذكرى لا نقوم فقط بإيواء الإرهابيين، بل إننا نرحب بهم".

بايدن يرفع السرية عن وثائق التحقيقات

من أجل تعزيز "الشفافية" لأقصى حد واستجابة للضغوط التي تمارسها عائلات الضحايا، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن أمرا تنفيذيا برفع السرية عن بعض الوثائق الحساسة المتعلقة بهجمات 11 سبتمبر 2001 ونشرها في غضون ستة أشهر. وتظن عائلات الضحايا، التي تشن حربا قانونية شرسة، أن السعودية ودولا أخرى متورطة في هذه الاعتداءات، لكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت تتذرع بحماية أسرار الدولة لفرض السرية على بعض من هذه الوثائق.

استجابة لضغوط من عائلات نحو 3 آلاف شخص قضوا على يَد تنظيم "القاعدة" في 11 أيلول/سبتمبر 2001، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة بأن يتم خلال الأشهر الستة المقبلة نشر الوثائق التي لا تزال سرية من تحقيق الحكومة الأمريكية حول هجمات 11 أيلول/سبتمبر.

واعتبرت العائلات منذ مدة طويلة أن الوثائق السرية ربما تتضمن أدلة على أن حكومة المملكة العربية السعودية، الحليف الوثيق لواشنطن، لها صلات بالخاطفين الذين هاجموا بطائرات مدنية مركز التجارة العالمي ومقر البنتاغون.

وقال بايدن "اليوم، وقعتُ أمرا تنفيذيا يتضمن توجيهات لوزارة العدل ووكالات أخرى ذات صلة، للإشراف على مراجعة لرفع السرية عن وثائق متعلقة بتحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن 11 أيلول/سبتمبر". وأضاف أن رفع السرية يجب أن يدخل حيز التنفيذ في "الأشهر الستة المقبلة". وقال بايدن "يجب ألا ننسى أبدا الألم المستمر لعائلات وأحباء 2977 شخصا أبرياء قتِلوا خلال أسوأ هجوم إرهابي ضد أمريكا في تاريخنا".

تأتي هذه الخطوة قبل حلول الذكرى العشرين للهجوم الذي دفع وقتذاك الرئيس جورج بوش الابن، بعد فترة وجيزة، إلى إصدار أوامر بغزو أفغانستان، حين كانت حركة طالبان توفر ملاذا لقيادات "القاعدة".

وسحب بايدن آخر جندي أمريكي من أفغانستان هذا الأسبوع، منهيا عملية إجلاء غير مسبوقة من مطار كابول، بعد استيلاء طالبان على السلطة مجددا.

والضغط من أجل الحصول على مزيد من المعلومات يأتي بدفع من عائلات الضحايا التي تقاضي السعودية بتهمة تواطؤ مزعوم في الهجمات. ولطالما أعربت العائلات عن إحباطها من عدد الوثائق التي لا تزال سرية ويُحظر الاطلاع عليها.

وقالت لجنة سبتمبر الرسمية التي شكلها الكونغرس إنه "لا يوجد دليل على أن الحكومة السعودية كمؤسسة أو كبار المسؤولين السعوديين قد قدموا التمويل بشكل فردي" للقاعدة. واعتبر البعض هذه الصياغة إشارة إلى أن شخصيات سعودية غير رسمية أو أدنى مرتبة ربما لعبت دورا في الهجمات. ولا يزال جزء من التحقيق مصنفا سريا جدا ولا يمكن نشره.

وفي الأمر التنفيذي الذي أطلق عملية رفع السرية، أشار بايدن إلى أن "الأحداث وقعت قبل عقدين أو أكثر، وهي تتعلق بلحظة مأسوية لا تزال تتردد في التاريخ الأمريكي". وأضاف "لذلك، من الأهمية ضمان أن تُعزز حكومة الولايات المتحدة الشفافية إلى أقصى حد (...)".

نظريات المؤامرة

لم يكد ينقشع غبار انهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك، أو تلملم المدينة المالية جراحها، حتى بدأت التفسيرات والتأويلات لما حدث بخلاف ما روي رسميا عنه، وكثرت النقاشات بين واضعي نظريات المؤامرة.. وتحت عنوان: "(4) آلاف يهودي لم يذهبوا للعمل بمركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر"، ذكر الموقع "أن العاملين اليهود ببرجي مركز التجارة تلقوا تحذيرات بعدم الذهاب إلى العمل في ذلك اليوم الدامي". وجاء في المقال "أن ثمة دليلاً على أن الهجمات ليست من فعل متطرفين إسلاميين، إنما من عمل جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)"، لتبدأ مع هذه الرواية حلقات المسلسل الطويل من "نظريات المؤامرة" حول ما شهدته الولايات المتحدة الأميركية.

تعدد الكتابات وتنوعها بشأن الهجمات في الداخل والخارج الأميركي، أرجعه الكاتب الأميركي فرانك سبوتنيز إلى "أن العالم يعيش في عصر يتسم بالقلق، ومن ثمّ لا يعرف المرء فيما يثق ويؤمن به"، معتبراً "أن نظريات المؤامرة تقدم دوما مفتاحا سحريا يناسب كل عناصر القصة ويربطها ببعضها البعض، في محاولة لفهم حالة عدم اليقين الذي نعيش فيها".

ومن تقرير "انفورميشن تايمز"، بدأت هذه النظريات في التمدد مشككة بالرواية الرسمية للأحداث وعدم انسجامها، استنادا إلى ما عده البعض "دلائل وبراهين تغاضت عنها سلطات التحقيق الأميركي، بل ولم تجب عن الأسئلة بشأنها بعد". ومنها تجاهل السلطات تحذيرات استخباراتية من هجوم مرتقب ضد المصالح الأميركية، فضلا عن سهولة استهداف المصالح الأميركية دون إيقافها من قبل قوتها العسكرية الأكبر والأقوى في العالم، فضلا عن أسئلة أخرى تتعلق بعدم وجود آثار لطائرة في موقع الحادث الذي أصاب مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون)، وغيرها من الأسئلة التي ظلت دون إجابات.

نبوءة نوستراداموس

ومن بين ما اعتبره البعض تحقيقا لنبوءة تاريخية للفيلسوف والفلكي الفرنسي الشهير نوستراداموس (1503-1564)، استعاد البعض جزءا من توقعاته القديمة، التي قال فيها إنه "في العام الأول من القرن الجديد وبعد 9 أشهر ستحترق السماء عند درجة 45 وستصل النار إلى المدينة الكبرى الجديدة، اللهب الكبير ينتشر إلى أعلى مباشرة والكل يسعى للحصول على دليل من النورمانديين"، مضيفاً "نار تزلزل الأرض في مركز الأرض، هزات قوية تصيب المدينة الجديدة، صخرتان عظيمتان تنهاران".

في نبوءة نوستراداموس، والذي ترك مجلداً باسم "التنبؤات"، ادّعى فيه تنبؤه بأحداث سيشهدها العالم خلال مئات السنين، مثل الحرب العالمية الثانية، ومقتل القائد العسكري الفرنسي الشهير نابليون بونابارت، فضلاً عن أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، استند المفسرون في القرن الحادي والعشرين إلى أن مدينة نيويورك تقع على خط العرض 42، وفسرّوا الصخرتين بالبرجين، ومركز الأرض بمركز التجارة العالمي، وما إلى ذلك من المتشابهات بين النص والحادث.

إلا أنه وبحسب ما نقل فيما بعد موقع "ثوت كوت" Thought Quote، المتخصص في تقصي الحقائق والرد على الإشاعات، فإن مثل هذا الربط "مضلل"، حيث يتكون نص نوستراداموس من عبارات منتقاة ومقتبسة من نصوص عديدة مختلفة، أُعيد ترتيبها لتوافق الحادث، إضافة إلى أن الفيلسوف الفرنسي يتعمد دوما إغراق تنبؤاته بالألفاظ والمصطلحات المبهمة التي يمكن أن توافق أي حدث على مرّ التاريخ.

 

(عدن الغد) القسم السياسي: