مدير التربية والتعليم بالقطن: راتب المعلم صار لا يكفيه لشراء أساسيات أسرته

الثلاثاء - 20 فبراير 2024 - 05:23 م بتوقيت عدن

حاوره/ أشرف رضوان فاضل:

شدينا الرحال في حوارنا هذا لنلتقي فيه مدير إدارة التربية والتعليم بمديرية القطن بمحافظة حضرموت، الأستاذ محمد عبدالرحمن محمد باحشوان، والذي طرحنا أمام الواقع الذي يعيشه التعليم.
حيث تحدث باحشوان بكل شفافية عما وصل إليه التعليم في المديرية والمحافظة ككل، متحدثاً ن الإنجازات والصعوبات التي تواجه التعليم هناك.

نص الحوار:

حاوره/ أشرف رضوان فاضل - تصوير/ محمد بن وبر - عبدالعزيز بشيمان

من هو محمد باحشوان ومتى تولى قيادة إدارة التربية والتعليم بمديرية القطن؟
الاسم محمد عبد الرحمن محمد حشوان مواليد 1982م من مديرية القطن بكلاريوس لغة عربية موظف أساسي بمكتب وزارة التربية والتعليم ابتدأت أولى مراحلي كمعلم ثم كمدير بمدرسة عمار بن ياسر في منطقة بروج بالقطن وفي عام 2022م بنهاية شهر أكتوبر تم تكليفي لإدارة التربية والتعليم بمديرية القطن.

ما هي انجازاتكم الجديدة في هذا العام؟
لا أقول من إنجازاتنا كإدارة وإنما بتظافر جهود عدة على صعيد قيادة السلطات الرسمية سواء على مستوى المحافظة أو الوادي أو المديرية أو قيادة وزارة التربية والتعليم ومكتب الوزارة بالوادي والصحراء فمن ما تم تحقيقه وانجازه في هذا العام هو توفير الكتاب المدرسي المدعوم من قبل السلطة المحلية ممثلة بالأستاذ مبخوت مبارك بالماضي محافظ المحافظة وتنسيق الإدارة العامة لمكتب وزارة التربية والتعليم بالوادي والصحراء، بحيث يحتوي هذا الكتاب على طبعة جديدة لجميع المستويات الابتدائية من الصف الأول إلى الصف التاسع الاساسي لجميع المواد ويوزع للطلاب مجاناً وهذا تعتبر مبادرة قيمة قدمتها السلطة المحلية في القطاع التربوي وهذه مبادرة جميلة تقلل العبء على أولياء أمور الطلاب في ظل الوضع الراهن، أما بالنسبة للمستوى الثانوي ربما تم تأجيل طباعته لعدة أسباب.
كما أحب أن أشير إلى أن القطاع التربوي قطاع كبير ولدية الكثير من المتطلبات على إطار المكاتب التنفيذية في جميع المديريات بل في جميع المحافظات، ويوجد في مديرية القطن 63 مدرسة بين مدارس حكومية وخاصة ويوجد بها 22,400 طالبا وطالبة و 2118 معلما ومعلمة منهم الموظفين والمتعاقدين والمتطوعين.
ومن انجازاتنا أيضاً افتتاح قناة القلم المحلية وهي قناة تربوية تبث عبر نطاق أوسع يصل إلى مديرية الخشعة ووادي العين غرباً وإلى مديرية تريم شرقاً وتنشر كل الدروس التعليمية لجميع مراحل التعليم الأساسي وبرامج وأنشطة وفعاليات التربية والتعليم وثبت عبر نطاق داخلي.
كما تم ايضاً تكريم 3526 طالبا وطالبة لتفوقهم الدراسي والعلمي والأنشطة اللاصفية.
ولحضرموت الوادي دوراً كبيراً في تنفيذ الأنشطة الصفية واللاصفية من ضمن هذه الأنشطة نجاح واختيار طالبين من مدرسة الفقيد بن حمده للتعليم الأساسي ومعلمهم الأستاذ فوزي باشعيوث كمدرب من قبل فريق الوزارة لنجاحهم في بطوله الروبوت الالي وترشيحهم للسفر من أجل المشاركة في البطولة الخليجية للروبوت الالي بدولة عمان ويعتبرون الممثلين الوحيدين لمدارس التعليم الأساسي على مستوى الجمهورية، أيضاً سيتم ضم الفتاة في مثل هذه المسابقات الفكرية من خلال افتتاح قسم للروبوت والذي يخص الفتاة في ثانوية الخنساء بحيث تكون الفتاة عنصر أساسي في مثل هذه الأنشطة منها (التنس والشطرنج والكيرم وغيرها) تحت إشراف المعلمات.

ماهي المشاريع التي تم الاستجابة لها وتطبيقها على الواقع؟
هناك الكثير من المشاريع والأنشطة التي طبقت على الواقع بتدخل من السلطات المحلية ومكتب الوزارة والجمعيات والمؤسسات الخيرية وفاعلي الخير منها، جمعية رعاية طالب العلم ومؤسسة استجابة ومؤسسة الثواب الخيرية ومؤسسة البادية ومنظمة سول ومنظمة ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية والهلال الأحمر اليمني وعدد من المنظمات التي لا يتسع المجال لذكرها، حيث تم بناء ثمانية فصول بمدرسة 14 اكتوبر بالعنين ومثلها بمنطقة منخر وإعادة بناء متكامل لمدرسة الفقيد باثواب بمنوب واعتماد بناء مدرستين جديدة بمنطقة بناصر ومنطقة الجوادة وكذلك تنفيذ ترميم كامل بمدرستي السيدة عائشة للبنات ومدرسة 22 مايو بحصن ال الزوع إضافة إلى توريد 115 مكيف صحراوي لعدد 19 مدرسة بنات والتعاقد مع 95 معلم ومعلمة بتعاقدات داخلية وتنظيم العديد من الفعاليات والاحتفالات والمسابقات الثقافية والرياضية والفكرية وتوفير العديد من الأثاث والأجهزة كأجهزة كمبيوترات ولابتوبات وأجهزة بروجكتر وشاشات عرض وتوريد وتركيب منظومة طاقات شمسية في أربع مدارس وتركيب منظومة مراقبة بعدد من المدارس وتركيب مظلات شمسية بعدد من المدارس والثانويات وفي الجانب الاجتماعي تم توزيع تمور على جميع منتسبي القطاع التربوي بالمديرية على دفعتين وتوزيع بعض المساعدات المالية والسلات الغذائية وغيرها من المشاريع والأنشطة التي توفقنا فيها خلال العام 2023م.

ما هي المشاكل التي تواجهونها؟
من المشاكل التي تواجهنا نقص المعلمين في المواد التخصصية مثل (الفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات... وغيرها) في المرحلة الثانوية والصفوف الابتدائية هي السابع والثامن والتاسع.
حيث يوجد في مدارسنا 196 متطوع وهم يعملون بدون مقابل أو اي تعاقدات داخلية فقط بحوافز بسيطة جداً وهذا من أجل استمرار سير المرحلة الدراسية وفي بعض الأوقات يتم الاستعانة ببعض المعلمين من مدارسهم لتغطيه الثغرة أو النقص في مدارس أخرى أضافة إلى مدارسهم الذين يعملون بها وذلك لعدم توقف العملية التعليمية.
كما أحب أن أشير إلى مشكلة مهمة جدا الا وهي الاهتمام بوضع المعلم المعيشي والاجتماعي وذلك لضمان تحسن أداء المعلم بما يضمن نتائج إيجابية في محصلات الطلاب.

هل لديكم أي حلول من أجل عودة استئناف الدراسة بعد توقفها؟
إن عملية الأضراب وتعليق الدراسة في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية المزرية ولكن هذه حقوق شملها القانون والدستور والأضراب ليس مختص فقط في مديرية القطن بل على مستوى حضرموت بأكملها وما يريده المعلمين من هذا الاضطراب ورفع هذه الشارات الحمراء من أجل رفع وزيادة رواتبهم في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية بحيث لا يكفي راتب المعلم على شراء أساسيات أسرته، والمعلم هو من يصنع جيلاً مثقفاً ناضجاً غير جاهل يخدم الوطن مستقبلاً ونحن نقف إلى جانب المعلم من أجل تحسين وضعه المعيشي ولن نتخلى عنه مهما كلفنا ذلك من تضحيات، تتوقف الدراسة لفترة من الزمن ليست مشكلة ولكن المشكلة الحقيقية هي عندما لا يقدم المعلم واجبه نحو الطلاب بشكل يجعل الطالب يستوعب المعلومة وتزويده بالمعرفة بدلاً من تخريج الطلاب جاهلاً وغير مسلح بالعلم .

كيف ترى موقف السلطة المحلية اتجاه مكتب التربية والتعليم؟
إن السلطة المحلية في مديرية القطن تسند قطاع التربية والتعليم بكل طاقتها بقيادة الأستاذ عبد اللطيف النقيب مدير المديرية وهو دائماً ما يقف بجانبنا ويساندنا في الأمور المالية والمعنوية واللوجستية، وكذا قيادة السلطة بالمحافظة والوادي فهم لا يألون جهدا في دعمنا ولكن نطلب منهم بذل مزيدا من العطاء في توفير كل متطلبات نجاح العملية التربوية والتعليمية.

كلمة أخيرة تود قولها؟
أكرر قولي مرة أخرى أن القطاع التربوي قطاع أساسي مهم يجب المحافظة عليه من أجل أنبات البذور المثقفة لجني ثمار العلم والثقافة نحو رقي المجتمع وتطور وتحسين وضع البلاد وأن هذا لن يتم إلا بوجود المعلمين فعلينا الاهتمام بالتعليم من أجل النوابغ وتخريج التخصصات الذهبية للنهوض بالدولة الى الرقي والازدهار.