كتب/راجح المحوري
حينما ذكر الصديق العزيز الأستاذ إبراهيم الكازمي مشروع ترميم طريق أبين لأول مرة، قلت له وبمنتهى اليقين:
هذا المشروع سينجح..
وكنت معتمدا في يقيني بنجاح هذا المشروع على أمرين:
الأول أن شخصية الأستاذ إبراهيم الكازمي، شخصية نظيفة موثوق بنزاهتها من ناحية، ومؤثرة من ناحية ثانية، فالثقل الاجتماعي والقبلي، والجماهيرية الواسعة تضمن له الوصول بالمشروع إلى منتهاه.
والثانية أن الخط هو في النهاية خط دولي، وكل التجار ورجال الأعمال وحتى المسؤولين (بالمناسبة أغلب مسؤولينا رجال أعمال، أما في الظاهر أو من خلف أسماء أخرى) كل هؤلاء تمر الكثير من مصالحهم عبر هذا الطريق.
هذا هو المأمول ..
أما الواجب فإنه كبير ويقع على عاتق الجميع، ولا عذر لمتقاعس، فكل إنسان هو في النهاية قادر على تقديم شيئا ما، قل أو كثر، وحسابات المشروع منشورة.
أما بالنسبة لرجال الدولة فهناك أكثر من سؤال نوجهه إليهم، وبكل صدق ومسؤولية فنقول لهم: هل يعقل أن يقوم مجموعة من الشباب بمبادرة ذاتية لإصلاح طريق هو في الأساس يقع تحت مسؤوليتكم القانونية والإدارية والأخلاقية والتاريخية، وتمرون منه كل يوم ؟!
هل يعقل أن يكون هذا دون أن تسهموا فيه بشكل فعال على أقل تقدير؟!
ثم هل تقبلون أن يكتب في تاريخ أحدكم أن مجموعة من الشباب قاموا بترميم طريق عجزتم عن إصلاحه أثناء وجودكم في مناصبكم؟!
التاريخ يسجل، فلا يخدعنكم أحد..
التاريخ يقظ، وقادر على الفرز والتنصيف وبنتهى الدقة، فما يثبت في صفحاته هو الحقيقة فقط، أما الزيف فهو كالغبار الذي يعلق بالأشياء لزمن، ثم يزول مع أول زخة من زخات الحق، فتظهر الأشياء كما هي وكأنه لم يكن.