في تحرك يعكس توجهات الإدارة الأميركية الحالية نحو إعادة ترتيب أولوياتها على الساحة الدولية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ترشيحه للنائب الجمهوري مايك والتز لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمم المتحدة.
ويُعد مايك والتز، الذي يمثل ولاية فلوريدا في مجلس النواب، من الشخصيات الجمهورية البارزة ذات الخلفية العسكرية والسياسية المؤثرة، حيث سبق له أن خدم كضابط في القوات الخاصة الأميركية، كما عمل مستشارًا في قضايا الدفاع والأمن القومي. ويأتي هذا الترشيح في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تحديات معقدة، تستدعي دبلوماسية حازمة وتمثيلاً قويًا للولايات المتحدة داخل أروقة المنظمة الدولية.
وترى مصادر مقربة من البيت الأبيض أن اختيار والتز يأتي في إطار توجه الرئيس ترامب لإعادة ضبط أداء البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، وجعلها أكثر انسجامًا مع السياسات الأميركية القائمة على الحزم في القضايا الدولية، والضغط من أجل إصلاحات داخل المنظمة الدولية التي طالما وجه لها ترامب انتقادات في السابق.
وتعكس هذه الخطوة حرص الإدارة على الدفع بقيادات تتمتع بخبرة ميدانية وعلاقات واسعة داخل المؤسسات السيادية، في ظل سعي واشنطن لتعزيز موقفها من القضايا العالمية وعلى رأسها الأمن الدولي، وملفات النزاع الإقليمي، والموقف من خصومها الجيوسياسيين.
من المتوقع أن يُحدث ترشيح مايك والتز تفاعلاً واسعًا داخل الأوساط السياسية الأميركية والدولية، لما قد يحمله من تغييرات في أسلوب وخطاب البعثة الأميركية داخل الأمم المتحدة، وسط ترقب للدور الذي قد يلعبه في الدفاع عن السياسات الأميركية وتحقيق التوازن المطلوب بين القوة والدبلوماسية.