توفي صباح السبت الكاتب والسياسي اليمني زيد بن محمد يحيى الذاري، في أحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة، إثر إصابته بجلطة دماغية مفاجئة، بحسب ما أفادت به مصادر مقربة من أسرته.
وفي آخر ظهور له، ظهر الذاري في تسجيل مصوّر من داخل غرفة العناية المركزة، موجهاً رسالة مؤثرة إلى أحد مقربيه، قال فيها: "طبعاً، أنا أحدثك من المستشفى، من غرفة العناية المركزة. لقد أصبت بوعكة صحية – جلطة – وأنا حالياً تحت الملاحظة. المهم، البلاد أمانة في أعناقكم. أرجوكم انتبهوا لها.. أنا أودعكم الآن وأحمّلكم المسؤولية".
ويُعد الذاري من الشخصيات السياسية المثيرة للجدل خلال السنوات الأخيرة، حيث كان من أوائل السياسيين الذين انضموا إلى جماعة الحوثي بعد سيطرتها على صنعاء، وبرز في عدد من المقابلات الإعلامية، سواء على قنوات إيرانية أو تابعة للجماعة، مدافعاً عن مشروعها السياسي والعسكري، وشغل في تلك الفترة منصب مستشار الدائرة السياسية لحزب المؤتمر الشعبي العام – الجناح المتحالف مع الحوثيين.
وفي مرحلة لاحقة، غادر الذاري اليمن، وأعلن عن تشكيل كيان جديد حمل اسم "ائتلاف الوئام الوطني"، في محاولة لإعادة تموضعه السياسي، بحسب مراقبين. ورغم احتفاظه بعلاقات قائمة مع جماعة الحوثي، إلا أنه بدأ يتبنى في مواقفه الأخيرة خطاباً أكثر توازناً، انتقد فيه ما وصفه بـ"وهم القوة" الذي يسيطر على أداء الجماعة، داعياً إلى بناء الثقة بين اليمنيين، وفتح قنوات تواصل جادة مع دول الجوار، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
رحيل الذاري، الذي كان حاضراً في تقاطعات حساسة من المشهد السياسي اليمني، يطوي صفحة مثيرة في حياة رجل لم يتوقف عن الحراك السياسي، حتى وهو يواجه الموت على سرير المستشفى.