بدأت علامات النشاط تظهر مجددًا في بركان ظل نائمًا لأكثر من 250 ألف عام، ما أثار دهشة العلماء وقلقهم في آنٍ معًا. البركان، الذي يُطلق عليه البعض وصف "الزومبي" نظرًا لطول فترة سباته، يقع تحت سطح الأرض ويُظهر الآن مؤشرات تدل على أنه قد يعود إلى الحياة.
بحسب ما رصدته فرق البحث الجيولوجي، فإن هذا البركان العميق الواقع تحت قشرة الأرض بدأ يرسل إشارات زلزالية غير معتادة، تُنبئ بتحركات داخلية قد تسبق ثورانه. وتخضع هذه الإشارات لمراقبة دقيقة من قبل مراكز رصد البراكين، التي لم تصدر حتى الآن تحذيرات رسمية، لكنها لا تُخفي قلقها من التطورات المتسارعة.
الخبراء يشيرون إلى أن ثوران هذا البركان – إن حدث – قد يُحدث تغييرًا جيولوجيًا هائلًا في المنطقة، إذ لم يسجل أي نشاط له منذ عصور ما قبل التاريخ، مما يجعل بياناته محدودة وصعوبة التنبؤ بسلوكه أكثر تعقيدًا.
"نحن أمام ظاهرة استثنائية"، يقول أحد الباحثين، موضحًا أن البركان المدفون تحت طبقات سميكة من الأرض لم يعطِ أي إشارات منذ مئات آلاف السنين، وظهور هذه العلامات الآن يستوجب الحذر والدراسة المكثفة.
البركان الذي أظهر مؤشرات نشاط بعد سبات دام أكثر من 250 ألف عام يقع في ولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في منطقة تُعرف باسم Long Valley Caldera أو "كالديرا لونغ فالي"، وهي واحدة من أكبر الفوّهات البركانية في العالم.
هذا البركان يُعتبر من "البراكين الفائقة" (supervolcanoes)، والتي يُمكن لثورانها – في حال حدث – أن يُحدث تأثيرًا عالميًا يشمل تغيّرات مناخية واسعة النطاق.