كشفت صحيفتا نيويورك تايمز الأميركية والغارديان البريطانية عن مقترح إيراني جديد لإنشاء مشروع نووي مشترك لتخصيب اليورانيوم، يضم دولًا عربية ويشمل استثمارات أميركية، كحل بديل لاعتراضات واشنطن المستمرة على استمرار برنامج طهران النووي.
ونقلت نيويورك تايمز عن أربعة مسؤولين إيرانيين مطلعين أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد طرح المقترح خلال محادثات مباشرة وغير مباشرة مع المبعوث الأميركي للمنطقة ستيفن ويتكوف، جرت الأحد الماضي في سلطنة عُمان.
ويتضمن المقترح الإيراني إنشاء اتحاد نووي ثلاثي تقوم من خلاله طهران بتخصيب اليورانيوم إلى درجة منخفضة، ثم شحنه إلى دول عربية لاستخدامه في الأغراض المدنية. ويختلف المشروع عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بكونه دائمًا، وليس محددًا بفترة 15 عامًا.
وفي هذا السياق، صرّح سيد حسين موسويان، الدبلوماسي الإيراني السابق وعضو فريق التفاوض النووي عام 2015، بأن اعتماد هذا المقترح من شأنه أن يعالج مخاوف واشنطن ويعزز الثقة بعدم تراجع طهران عن التزاماتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق نووي إقليمي سيكون بمثابة إنجاز سياسي كبير، وسيسهم في الحد من التهديدات الإيرانية المباشرة والمستقبلية، إلى جانب كبح طموحات التخصيب في المنطقة.
من جهتها، أفادت الغارديان بأن طهران طرحت فكرة تشكيل اتحاد نووي إقليمي يضم إيران والسعودية والإمارات، في محاولة لحشد دعم خليجي لموقفها الداعي إلى الحفاظ على حقها في تخصيب اليورانيوم. وترى إيران أن هذا المقترح يشكّل تنازلًا مهمًا، حيث يسمح للدول المجاورة بالوصول إلى التكنولوجيا النووية الإيرانية والمشاركة في العملية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المقترح، الذي تبلور خلال محادثات استمرت ثلاث ساعات في سلطنة عمان، لا يزال قيد التداول داخل أروقة القرار في طهران. عقب اللقاء، توجه عراقجي إلى دبي حيث أجرى محادثات مع وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، علمًا بأن الإمارات لا تخصب اليورانيوم حاليًا ضمن برنامجها النووي.
يُذكر أن فكرة المشروع طرحت لأول مرة في مقال نُشر في أكتوبر 2023 في "نشرة العلماء الذريين"، كتبه موسويان بالشراكة مع الفيزيائي الأميركي فرانك فون هيبل من جامعة برينستون.
وتتضمن الشراكة أن تكون السعودية والإمارات ممولتين ومساهمتين في المشروع، على أن يُسمح لهما بإرسال مهندسين إلى إيران، ما يوفر مستوى إضافيًا من الشفافية الدولية حول البرنامج النووي الإيراني، ويقلل من الاعتماد الحصري على رقابة وكالة الطاقة الذرية.
جدير بالذكر أن إيران كانت قد بدأت تدريجيًا التراجع عن التزاماتها في الاتفاق النووي لعام 2015، محملةً الولايات المتحدة مسؤولية ذلك بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق.