أطلق المناضل أديب العيسي، رئيس منتدى الشراكة الوطنية، على صفحته الرسمية فيسبوك، تحذيرا صريحا من خطورة النزعة المناطقية التي قال إنها باتت تنخر في جسد المشروع الوطني الجنوبي، محذرا من إعادة إنتاج أدوات الفشل التي ثار ضدها الجنوبيون منذ انطلاق حراكهم السلمي.
وقال العيسي إن الحراك الجنوبي انطلق على أسس وطنية واضحة، محاربا المناطقية من خلال مشروع التصالح والتسامح، ورفع شعارات تنبذ التقسيم وتدعو للوحدة الوطنية الجنوبية، إلا أن الواقع اليوم يشهد تراجعًا خطيرا عن تلك المبادئ، وتحولا في السلطة إلى "غنيمة" توزع بحسب الانتماء الجغرافي لا الكفاءة.
وأكد أن هذا النهج بشكل تهديدا وجوديا للمشروع الوطني الجنوبي، من خلال تمزيق النسيج الاجتماعي، وخلق صراعات مناطقية تضر بمستقبل الجنوب وقضيته العادلة، مشددا على أن المحسوبية لا تصنع دولة، بل تنتج شبكات مصالح تُقصي الكفاءات وتُهمش الطاقات وتُفكك المؤسسات.
وأوضح العيسي أن الحل يكمن في شراكة وطنية حقيقية تشمل كل أبناء الجنوب، تقوم على العدالة وتكافؤ الفرص، بعيدا عن معايير الإقصاء والانتماءات الضيقة، داعيا إلى تفعيل آليات الرقابة والمحاسبة لضمان بناء مؤسسات دولة عادلة قائمة على مبدأ المواطنة المتساوية.
وتساءل العيسي: "إذا كان الجميع يتفق على هذا الطرح، فلماذا لا يُنفذ؟"، ليجيب بأن المشكلة تكمن في غياب الإرادة السياسية الجادة لتحويل هذه المبادئ إلى واقع ملموس.
وختم العيسي منشوره بالتأكيد أن الجنوب لن يُبنى إلا بسواعد كل أبنائه، وأن اللحظة التاريخية الراهنة تتطلب شجاعة في الاعتراف بالأخطاء وجرأة في تصحيح المسار، قائلاً: "إما أن نؤسس لدولة عادلة وشراكة حقيقية... أو نعيد إنتاج الفشل بأيدينا".
أخبار المحافظات
مدرسة المتميزين تحتفي بطلابها الأوائل وتكرّم رواد التربية والتعليم في ميفعة شبوة ...
