آخر تحديث :الأربعاء-14 مايو 2025-11:52م
أخبار وتقارير

المبعوث الأممي يحذر من التصعيد الإقليمي وانهيار الاقتصاد اليمني ويدعو لتحرك دولي عاجل

الأربعاء - 14 مايو 2025 - 08:45 م بتوقيت عدن
المبعوث الأممي يحذر من التصعيد الإقليمي وانهيار الاقتصاد اليمني ويدعو لتحرك دولي عاجل
عدن الغد ( متابعات )

حذر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من خطورة التصعيد الإقليمي وانهيار الاقتصاد في اليمن، مؤكدًا أن البلاد لا تزال عالقة في قلب التوترات الجيوسياسية، وسط تصاعد العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع المعيشية، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لإعادة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح.


وفي إحاطته أمام مجلس الأمن، اليوم الأربعاء، رحّب غروندبرغ بالإعلان الصادر في 6 مايو بشأن وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة والحوثيين، واعتبره خطوة ضرورية نحو التهدئة في البحر الأحمر والمنطقة. كما أشاد بدور سلطنة عُمان في التوصل إلى هذا الاتفاق، مؤكدًا أن السلام في اليمن لن يتحقق دون خفض حدة التوترات الإقليمية.


وأشار المبعوث الأممي إلى أن التصعيد العسكري ما يزال مستمرًا، لافتًا إلى الهجوم الذي شنه الحوثيون على مطار بن غوريون في 4 مايو، وما تبعه من رد إسرائيلي بضربات جوية استهدفت الحديدة وصنعاء، واصفًا هذا التصعيد بأنه خطير ويهدد الأمن الإقليمي ويعرض المدنيين للخطر. ودعا جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي وحماية المدنيين.


وفي الجانب الاقتصادي، سلّط غروندبرغ الضوء على الأزمة المتفاقمة، مشيرًا إلى الانهيار المتسارع للعملة الوطنية التي تجاوز سعر صرفها 2,500 ريال للدولار، والانقطاعات المتكررة للكهرباء في مناطق سيطرة الحكومة، حيث وصلت في عدن إلى أكثر من 15 ساعة يوميًا، فيما تعاني محافظات لحج وأبين من انقطاع كلي منذ أكثر من أسبوعين.


كما أشار إلى خروج تظاهرات نسائية في عدن احتجاجًا على تدهور الخدمات، والمطالبة بالحقوق الأساسية، في حين تشهد مناطق سيطرة الحوثيين أزمة سيولة نقدية وتراجعًا في القدرة الشرائية، واستمرارًا في انقطاع رواتب الموظفين وتدهور جودة الأوراق النقدية، وسط قمع مستمر لأصوات المجتمع المدني.


وأكد غروندبرغ أن العملية السياسية لا تزال خيارًا واقعيًا رغم تصلب المواقف وتعقيدات المشهد الإقليمي، مشيرًا إلى أن خارطة الطريق – التي تتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار، واتفاقات اقتصادية وإنسانية، وعملية سياسية شاملة – لا تزال الإطار الأمثل لتحقيق سلام مستدام.


ودعا غروندبرغ الأطراف اليمنية إلى إظهار الشجاعة واختيار الحوار، مؤكدًا استمرار الأمم المتحدة في جهودها لعقد مفاوضات شاملة رغم التحديات.


وفي ختام إحاطته، جدّد المبعوث الأممي مطالبته بالإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المحتجزين لدى جماعة الحوثي، مشددًا على أن استمرار احتجازهم يقوض الدعم الدولي الموجه لليمن ويؤثر بشكل مباشر على الفئات الأكثر ضعفًا.


وأكد غروندبرغ التزام الأمم المتحدة بالعمل مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية لتقديم بديل موثوق للحرب، مشيرًا إلى أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية شاملة يقودها اليمنيون بدعم دولي منسق ومستمر.