العديد من السيناريوهات المثيرة عاشتها جماهير الساحرة المستديرة، خلال منافسات الموسم الجاري في مختلف البطولات العربية والأوروبية.
وشهدت أغلب دوريات العالم، صراعات نارية بين فريقين أو أكثر على حصد اللقب، حيث امتد السباق حتى الأمتار الأخيرة، نظرا لرغبة الجميع في التتويج، وهو ما انطبق على بطولتي الدوري السعودي والإسباني.
تتويج مشابه
حسم اتحاد جدة لقب الدوري السعودي للمرة العاشرة في تاريخه (14 لقبا بحسب تقارير لجنة التوثيق) قبل جولتين من نهاية النسخة الحالية، عقب فوزه على الرائد (3-1) بالأسبوع 32.
ورفع "العميد" رصيده إلى 77 نقطة في قمة الترتيب، محققا أفضل معدل نقطي، بالإضافة لأعلى حصيلة تهديفية في موسم واحد (75 هدفا)، بجانب العدد الأكبر من الانتصارات (24 انتصارا).
تفوق الاتحاد جاء على حساب الهلال بفارق 6 نقاط، حيث كان يحاول "الزعيم" الحفاظ على اللقب الذي توج به الموسم الماضي، ولكنه خسره قبل جولتين من نهاية السباق الطويل.
لاعبو إتحاد جدة
في المقابل، حسم برشلونة لقب الدوري الإسباني للمرة 28 في تاريخه، قبل جولتين أيضا من نهاية الصراع مع غريمه التقليدي ريال مدريد، بعدما فاز على جاره إسبانيول (2-0)، بالأسبوع 36.
ووصل الفريق الكتالوني إلى 85 نقطة في قمة ترتيب الليجا، متفوقا على الريال، بفارق 7 نقاط، لينتزع اللقب عن جدار واستحقاق.
هدايا مرفوضة
لم يكن سيناريو التتويج هو التشابه الوحيد بين الصراع الإسباني والسعودي، حيث شهد الموسم الجاري رفض العديد من الهدايا الثمينة.
ويمكن القول إن الهلال كان يمتلك عدة فرص كفيلة للتتويج باللقب قبل عدة جولات، ولكن رفض استغلال جميع الفرص التي أتيحت له للتفوق على الاتحاد.
ومن ضمن الفترات التي فرط فيها الهلال في الكثير من النقاط، هي تعادل الاتحاد 5 مرات هذا الموسم، منها 4 تعثرات في الجولات 22 و23 و24 و26، في المقابل، سقط "الزعيم" مرتين أمام الأهلي والنصر والتعادل مع الاتفاق بالفترة نفسها.
في المقابل، تشابه الوضع كثيرا في الليجا، حيث تعادل الملكي في 6 مباريات وخسر في مثلها، بينما تعثر البارسا 9 مرات (تعادل 4 وسجل 5 هزائم).
ومن ضمن الفترات التي فشل فيها الملكي في خطف الصدارة، هي تعثر برشلونة في 4 مباريات تواليا، بالتعادل مع ريال بيتيس وخيتافي والخسارة من أتلتيكو مدريد وليجانيس.
وتعادل "المرينجي" مع رايو فاليكانو وأتلتيكو مدريد وأوساسونا وخسر من أتلتيك بيلباو وإسبانيول، بالفترة نفسها تقريبا مع فارق جولات بسيط، ليفرط في فرصة ذهبية.
تفوق مباشر
بخلاف العمل المستمر على حصد أكبر عدد ممكن في النقاط، فيجب على الفريق الذي يريد التتويج، الفوز على المنافس المباشر، بهدف التفوق عليه نفسيا والابتعاد بالفارق النقطي.
وبالفعل تمكن، البارسا من التفوق على الريال ذهابا وإيابا في النسخة الحالية من الليجا، بمستوى فني وتكتيكي مذهل يحسب للمدرب الألماني هانز فليك، حيث فاز في ملعب الملكي (4-0)، وتمكن التفوق على أرضه (4-3).
ويعتبر الفوز الأهم في المواجهات المباشرة، هو الذي يعود للدور الثاني وخاصة في الأمتار الأخيرة، وهو ما حققه البارسا، رغم تأخره في النتيجة بهدفين خلال الربع ساعة الأولى، ولكنه رد بـ4 أهداف قبل نهاية الشوط الأول.
لاعبو برشلونة
في المقابل، لم يستطع الاتحاد القيام بما فعله البارسا، حيث خسر في الدور الأول أمام الهلال (1-3)، ولكنه حقق الانتصار الأهم والذي يعود للأمتار الأخيرة، عندما أسقط "الزعيم" (1-4) بملعب الجوهرة المشعة في جدة.
ومنذ ذلك الحين، أكد الاتحاد قدرته على الاستمرار في القمة، بالإضافة لحالة الإحباط التي سيطرت على نجوم وجماهير الهلال.
سيطرة محلية
بعيدا عن الدوري، فإن الموسم الجاري، شهدت سيطرة محلية من برشلونة، حيث أنه خطف لقب كأس السوبر المحلي من ريال مدريد، بفوزه (5-2).
ولم يكتف البارسا بهذا القدر، حيث خطف لقب كأس ملك إسبانيا من الريال أيضا، بعد مباراة ماراثونية، انتهت لصالحه (3-2).
أما الاتحاد، فقبل أن يحسم الدوري السعودي، فقد أطاح بالهلال حامل لقب كأس خادم الحرمين الشريفين من الدور ربع النهائي، بالفوز عليه (3-1) بركلات الترجيح.
وجاء تفوق الاتحاد، بعدما انتهى الوقتين الأصلي والإضافي، بالتعادل (2-2)، ليتسبب في موسم حزين لزعيم آسيا.
توهج النجوم
تفوق الاتحاد على الجميع، لم يكن بالصدفة، بل يعود لتوهج أغلب عناصره، بقيادة الفرنسي كريم بنزيما، قائد الفريق، ومواطنه موسى ديابي.
بنزيما هو اللاعب الأكثر مساهمة في الأهداف بواقع 30 هدفا (سجل 21 وصنع 9)، فيما نجح مواطنه موسى ديابي في تقديم أكبر عدد من التمريرات حاسمة (14).
كذلك، كان للفرنسي نجولو كانتي، دورا كبيرا في وسط الملعب، رفقة البرازيلي فابينيو، بالإضافة للمدافع البرتغالي دانيلو بيريرا والحارس الصربي بريدراج رايكوفيتش، بجانب عبدالرحمن العبود.
موسى ديابي
في المقابل، خطف نجوم البارسا الأضواء على مستوى العالم، وخاصة الموهبة الإسبانية لامين يامال الذي وضع بصمته في أغلب المباريات الكبرى على المستويين المحلي والأوروبي.
كذلك، يواصل البولندي روبرت ليفاندوفيسكي تقديم العروض الجيدة، رغم تقدمه في العمر، بالإضافة لجوهرة الوسط بيدري، والنجم البرازيلي رافينيا المرشح للتتويج بالكرة الذهبية، نظرا لأرقامه المذهلة.