آخر تحديث :الأربعاء-21 مايو 2025-02:26م
حوارات

مدير عام سيئون: محدودية الموارد المالية وتأخير تنفيذ المشاريع المركزية من أبرز صعوباتنا

الأربعاء - 21 مايو 2025 - 06:56 ص بتوقيت عدن
مدير عام سيئون: محدودية الموارد المالية وتأخير تنفيذ المشاريع المركزية من أبرز صعوباتنا
((عدن الغد))خاص.

لا شك أن مديرية سيئون تعد قلب وادي حضرموت، وتحديداً هي حاضرة تراثية والتي تحمل في طياتها عبق التاريخ وروح العصر، حيث تبرز سيئون كواحدة من أبرز المدن الحضرمية التي تمزج بين الإرث الثقافي العريق والحراك التنموي، ورغم المتغيرات التي تشهدها المحافظة، والتحديات المتعددة التي تواجه السلطات المحلية، تظل سيئون مركزا للنشاط الإداري والخدمي والاقتصادي، والتي تسعى قيادة المديرية إلى تعزيز مسار التنمية رغم الإمكانيات المحدودة والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

موقع "عدن الغد" حاور المدير العام لمديرية سيئون الأستاذ خالد صالح بلفاس في هذا الحوار نتابع ذلك في خلال ثنايا الأسطر الآتية:

حاوره / عبدالعزيز بامحسون


* حدثونا أولا عن أبرز المشاريع المنفذة في المديرية للعام الماضي وخلال هذا العام؟

بادئ ذي بدء، يسعدني ويشرفني أن أكون معكم في هذا اللقاء الصحفي، وللحديث عن واقع مديرية سيئون، وأبرز المشاريع التنموية المنجزة والمخطط لها، إلى جانب الصعوبات والمعوقات التي تعترض جهود التنمية، ودور السلطة المحلية في تجاوزها، من أجل تحقيق تطلعات المواطنين نحو مستقبل أفضل،

وعودة لسؤالكم، فقد بلغ إجمالي الإنفاق على مشاريع البرنامج الاستثماري للمديرية للعام المنصرم 2024م مبلغ إجمالي وقدره 582 مليون و310 ألف ريال، بنسبة (97) % من إجمالي المبلغ المعتمدة المخطط والبالغ 603 مليون ريال.

كما بلغت عدد المشاريع المدرجة ضمن خطة المديرية للعام نفسه 2024م (19) مشروعاً، موزعة على ثلاثة قطاعات ومنها قطاع التربية والتعليم، والتي بلغت ضمن البرنامج الاستثماري (10) مشاريع خصص لها مبلغ وقدره 483 مليون 458 ألف ريال والذي يساوي (80) % من قيمة المبالغ المعتمدة، تليها الإدارة المحلية وعدد مشاريعها (7) مشاريع والقطاع الأخير الصحة والسكان بواقع مشروعين.

وأبرز ما تضمنه البرنامج الاستثماري من تلك المشاريع، بناء عدد من الفصول الدراسية لمعالجة الازدحام والاقبال المتزايد وتسوير مواقع تعليمية وادخال منظومة الطاقة الشمسية من أجل تحسين البيئة والعملية التعليمية.

أما بالنسبة للبرنامج الاستثماري للمديرية للعام الجاري 2025م، فقد احتوت وثيقة البرنامج على عدد (24) مشروعاً تنموياً موزعة على عدد من القطاعات بحسب التوزيع، قطاع التربية والتعليم إجمالي مشاريعها (15) مشروعاً، منها (6) جديدة و (9) قيد التنفيذ، وقطاع الصحة والسكان عدد مشاريعها (3) جديدة، وقطاع الإدارة المحلية عدد مشاريعها (6) منها (4) جديدة و (2) قيد التنفيذ، وقد بلغ إجمالي المخصص والمعتمد لمشاريع هذا العام مبلغ وقدره 652 مليون و422 ألف ريال.


* هل ممكن حصر المشاريع المتعثرة، والمشاريع التي اعتمدت ضمن مشاريع البرنامج الاستثماري للعام الماضي؟


بالحديث عن المشاريع المتعثرة بالمديرية، لا توجد هناك مشاريع متعثرة ضمن البرنامج الاستثماري للمديرية ذات التمويل المحلي، ويمكن القول هنا إن هناك مشاريع بالمديرية العمل متعثر فيها منذ سنوات طويلة، خصوصا بقطاع التعليم وهي عبارة عن مشاريع ذات تمويل مركزي مثل مشروع ثانوية السحيل ومشروع مجاري سيئون العام.

كما شهدت المديرية تنفيذ عدد من المشاريع بتمويل جهات مانحة خارجية ومتابعة من قبل منظمات المجتمع المدني منها بناء مستشفى بمنطقة مريمة وبناء مجمع الأندلس والذي يضم مدرسة تعليمية ومسجد ووحدة صحية بمنطقة تاربة وبناء ثانوية الصبان وبناء مدرسة السلام بمدودة واعتماد بناء مستشفى شحوح إلى جانب بناء مدينة للأيتام ومشروع بناء مجمع الأمانة العامة للأوقاف الكويتية بمنطقة تريس، وتأتي أيضا مشاريع أخرى بتمويل من منظمات دولية مانحة ومنها إعادة سفلتت شارع الجزائر بمركز المدينة، وترميم طريق مدودة - بحيرة.


* ما هي استعداداتكم وخططكم تجاه التوسع العمراني المتزايد التي تشهده المديرية؟

تشهد المديرية توسعا عمرانيا متسارعا، نتيجة للزيادة السكانية والنمو الطبيعي للمدينة باعتبارها مركزاً إدارياً وخدمياً لوادي حضرموت، وفي هذا السياق، تعمل السلطة المحلية كذلك على إعداد رؤية متكاملة لتنظيم هذا التوسع، بالتنسيق مع الجهات المختصة، وعلى رأسها مكتب الأشغال العامة والهيئة العامة للأراضي والمساحة.

ومن بين أولوياتنا، تحديث المخطط العمراني العام للمديرية بما يتماشى مع الواقع الحالي والتوقعات المستقبلية، مع مراعاة البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل المياه، والصرف الصحي، والكهرباء، والطرقات، وقد كانت لنا عدة لقاءات مكثفة فيها مع الجهات ذات العلاقة خلال الأيام القليلة الماضية.

ولا شك أن هذه الجهود تتطلب دعمًا حكومياً ومجتمعياً، ونحن نرحب بأي شراكات تسهم في تحسين وتنفيذ هذا الإجراء لتحقيق النفع وعدم الإضرار بالمدينة والمديرية بشكل عام.


* ممكن تحدثونا عن جوانب النظافة والتحسين من جهة، والصحة والاستثمار من جهة أخرى؟

ملف النظافة والتحسين يحتل أولوية كبيرة لدينا في المديرية، حيث نبذل جهودا مستمرة بالتنسيق مع صندوق النظافة والتحسين بالوادي والصحراء للحفاظ على مظهر المدينة وجعلها بيئة صحية ونموذجية أيضا، وقد تم خلال الفترة الماضية تنفيذ حملات نظافة دورية، بالإضافة إلى تحسين الحدائق العامة والمرافق الخدمية، رغم التحديات المتعلقة بالإمكانيات والموارد ومن أههما تهالك الآليات وقدمها وقد أنفقت عليها مبالغ كبيرة لصيانتها وادخالها الخدمة، نظرا للتوسع العمراني الكبير وضعف الإمكانيات، فوحدة النظافة تحتاج إلى تدخل عاجل في شراء عدد من الكباسات إلى جانب الغرافات وسيارات النقل وأدوات السلامة، أما في جانب الصحة، فنحن نعمل مع مكتب وزارة الصحة العامة والسكان على تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، من خلال دعم المراكز الصحية بالمناطق وأحياء المديرية، وتوفير الاحتياجات والمتطلبات الأساسية لها، والتوسع في بناء المرافق الصحية ضمن مشاريع البرنامج الاستثماري للمديرية، ونواجه تحديات في هذا الجانب، لكننا نعتمد على الدعم من قبل قيادة السلطة المحلية وعلى الشراكة مع المنظمات الداعمة لتجاوزها، أما فيما يخص الاستثمار، فإننا نؤمن أن سيئون تملك مقومات استثمارية واعدة، سواء في قطاع العقارات أو السياحة أو التجارة، ونعمل على تهيئة بيئة مشجعة للمستثمرين من خلال تسهيل الإجراءات عبر مكاتبنا التنفيذية وتحديد فرص استثمارية واضحة، ونسعى بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة إلى تعزيز هذا الجانب لما له من دور في دعم التنمية وخلق فرص عمل للمواطنين.


* كيف تقيمون الوضع الأمني في عاصمة وادي حضرموت والصحراء (سيئون)؟

الوضع الأمني في مديرية سيئون، باعتبارها عاصمة وادي حضرموت والصحراء، يعد من أبرز الملفات التي نوليها اهتماما بالغا بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والعسكرية.

بشكل عام، يمكننا القول إن الوضع الأمني في المديرية مستقر، وهناك جهود ملموسة تبذل حقيقة من قبل المؤسستين الأمنية والعسكرية في حفظ الأمن والسكينة العامة، مع وجود بعض التحديات الأمنية التي نواجهها بين الحين والآخر، إلا أن الأجهزة الأمنية تبذل جهودا كبيرة في متابعة القضايا وتعزيز الانتشار الأمني، خاصة في ظل الضغط الكبير على المدينة باعتبارها مركزا حيويا ومزدحما بالسكان من النازحين والوافدين من مختلف الأماكن.

ومن هذا المنطلق، نؤكد على أن التأهيل والتطوير المستمر لأفراد الأجهزة الأمنية يمثل حجر الزاوية في بناء مؤسسة أمنية قوية وقادرة على أداء مهامها بكفاءة وفاعلية، والسعي نحو تطوير قدرات الأفراد، سواء من خلال الدورات التدريبية التخصصية، أو تعزيز المهارات الميدانية، أو رفع مستوى الوعي والانضباط، بما يتماشى مع متطلبات المرحلة وظروف المديرية، لهذا ندعو الجهات المعنية إلى دعم برامج التأهيل والتطوير، وتوفير الإمكانيات التي تمكن منتسبي الأمن من أداء واجباتهم على أكمل وجه، لما لذلك من أثر مباشر على أمن المواطن واستقرار المجتمع.


* هناك العديد من الأسر النازحة إلى مناطق وقرى مديرية سيئون، هل لديكم احصائيات بعدد الأسر النازحة، وما هي خطتكم لمواجهة النزوح السكاني وتقديم الإغاثة للنازحين للتخفيف من معاناتهم؟

النزوح لم يتوقف منذ وجود الحرب والصراع في الوطن فوجهتهم الاولى هي لمحافظة حضرموت، ومديرية سيئون على وجه الخصوص.

نعم توجد إحصائيات للأسر بالمديرية حيث بها أكثر من (5028) أسرة بما يقارب أكثر من (35) ألف فرداً، كما توجد (3) مخيمات تضم (486) أسرة، أي بما يعادل (3560) فرداً ونعمل سويا مع الوحدة التنفيذية للنازحين في رصد الأسر ويتم التواصل مع الوحدة في مناقشة أبرز الاحتياجات لذلك، أما الخطة فهناك العديد من المشاريع التنموية المستدامة التي يتم تسويقها على المنظمات من أجل تنفيذها.

أما الجانب الإغاثي فهو شحيح جدا وبالذات مع التغيرات حول العالم، فقد كان الغذاء العالمي يغطي ولو جزء يسير جدا والآن تم اسقاط الكثير من الأسر سواء النازحة أو المجتمع المضيف منها ونحن نعمل على أن يتم حل المشكلة لأنه تسبب لنا الكثير من الصعوبات مع المجتمع، وندعو عبركم وعبر جميع منصات الإعلام جميع المنظمات للعمل في هذا المجال وسنكون إلى جانبهم في تسهيل الصعوبات.


* سيئون هي واجهة مديريات الوادي، إلا أنها تشكو من الإهمال في جانب الطرقات، وكذا البناء العشوائي .. كيف تعالجون ذلك؟

نحن ندرك تماما أن سيئون، كواجهة لمديريات وادي حضرموت، تحتاج إلى عناية خاصة في مختلف الجوانب، وعلى رأسها الطرقات والتخطيط العمراني، ونقر أن هناك قصورا في بعض مناطق المديرية، خاصة فيما يتعلق بتهالك بعض الشوارع، وظهور البناء العشوائي في أطراف المدينة والمديرية بشكل عام، نتيجة للتوسع السكاني السريع والهجرة الداخلية من المديريات الأخرى.

أما فيما يخص الطرقات، نسعى باستمرار إلى التنسيق مع الجهات المختصة في مكتب وزارة الأشغال العامة وصندوق صيانة الطرق والمشاريع التطويرية المتصلة بالمنظمات الدولية، من أجل اعتماد مشاريع لإعادة تأهيل وصيانة الشوارع، وقد تم تنفيذ العديد من المشاريع في الطرقات ومجاري السيول وما زلنا في رفع العديد من الدراسات والمقترحات، ونأمل أن ترى النور قريبا بدعم من السلطة أو من خلال مشاريع شراكة مع الجهات المانحة.

أما البناء العشوائي، فنعمل على الحد منه من خلال تفعيل الرقابة الميدانية، بالتعاون مع مكتب الأشغال العامة، وضبط المخالفات، مع التأكيد على أهمية وعي المجتمع وخطورة هذا النوع من البناء على مستقبل المدينة عمرانياً وخدمياً، ونؤكد أننا كسلطة محلية نتحرك في حدود الإمكانيات المتاحة، ونسعى لتعزيز التنسيق مع جميع الجهات، بما يحقق التوازن بين التوسع العمراني والتنظيم الحضري.


* أذن ما هي أبرز الصعوبات والمعوقات التي تعيق جهودكم كسلطة محلية؟

السلطة المحلية في مديرية سيئون، وكغيرها من السلطات المحلية في مختلف المديريات بالمحافظات، تواجه العديد من التحديات والصعوبات التي تعيق تنفيذ خططها وبرامجها الخدمية والتنموية ولعل من أبرز هذه الصعوبات، محدودية الموارد المالية، إذ إن الإيرادات المتاحة لا توازي حجم الاحتياجات المتزايدة للمديرية، خصوصا مع توسعها العمراني والكثافة السكانية المتزايدة، كما نعاني من ضعف البنية التحتية في عدد من القطاعات الحيوية كالصحة، والتعليم، والمياه، والطرقات، بالإضافة إلى التأخير في تنفيذ المشاريع المركزية، وضعف تدخل بعض الوزارات والجهات المختصة في دعم المديرية بشكل مباشر، كذلك، يشكل نقص الكادر المؤهل والتخصصي في بعض الإدارات تحديا أمام تحسين الأداء الإداري وتطوير الخدمات، ولا نغفل أيضا العوائق القانونية والإجرائية، ومنها تأخر اعتماد المشاريع من الجهات المركزية، ورغم كل هذه التحديات، نواصل العمل بما هو متاح لدينا، ونحرص على تعزيز الشراكة مع المجتمع والمنظمات الداعمة، بهدف تقديم أفضل ما يمكن لخدمة المواطنين وتحقيق تطلعاتهم.

* كلمة أخيرة؟

في ختام هذا اللقاء، أود أن أتوجه بالشكر الجزيل لكم ــ أخي الكريم ــ على إتاحة هذه الفرصة لنا لتسليط الضوء على واقع مديرية سيئون، والتحديات التي نواجهها، والجهود التي نبذلها في سبيل تحسين مستوى الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين.

كما أوجه رسالة شكر وتقدير للسلطة المحلية بمحافظة حضرموت ممثلة بالأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي ووكيل المحافظة لشؤون مديريات الوادي والصحراء الأستاذ عامر سعيد العامري على دعمهم المتواصل للمديرية وجهودهم الدائمة في متابعة المشاريع التنموية بالمديرية، واتقدم أيضًا بالشكر لكل أبناء سيئون على تعاونهم وحرصهم على المصلحة العامة، وأؤكد لهم أننا نعمل بكل ما أوتينا من إمكانيات وقدرات، ونسعى بجهد دؤوب لتجاوز الصعوبات وتحقيق ما يصبون إليه من استقرار وخدمات وتنمية بإذن الله تعالى.