في مشهد يختصر حجم الإهمال، وثّقت عدسة "عدن الغد" صباح اليوم صورة لأحد شوارع العاصمة المؤقتة عدن، تُظهر بركاً من مياه الصرف الصحي الراكدة وسط شارع ترابي متدهور تحاصره القمامة، ما يعكس تدهورًا بيئيًا وصحيًا خطيرًا.
وتأتي هذه الصورة في وقتٍ تشهد فيه المدينة تفشيًا واسعًا للحميات، منها حمى الضنك، والشيكونغونيا، والملاريا، وسط تزايد أعداد المصابين بالمئات يوميًا، بحسب مصادر طبية، ما يجعل من طفح المجاري هذا مصدرًا مباشرًا لتكاثر البعوض الناقل للعدوى.
وأفاد سكان محليون أن طفح المجاري مستمر منذ أيام دون أي استجابة من الجهات المعنية في صندوق النظافة أو مؤسسة المياه والصرف الصحي، مؤكدين أن الوضع يهدد حياة الأطفال وكبار السن بشكل خاص، ويحوّل الأحياء السكنية إلى بيئة مثالية للأوبئة والأمراض.
وطالب المواطنون في رسائل متكررة عبر "عدن الغد" الجهات المختصة وفي مقدمتها السلطة المحلية بعدن، بالتحرك العاجل ورفع المجاري، ورشّ الأحياء بالمبيدات، وتنفيذ حملات نظافة منظمة، محذرين من كارثة صحية محققة في حال استمرار الصمت.
ويستمر غياب التنسيق الفاعل بين الجهات المختصة، ما يجعل من معاناة سكان عدن تتفاقم يومًا بعد آخر، بينما تتفرّج المؤسسات على مدينة تُنذر بكارثة بيئية وصحية متعددة الأوجه.