سادت حالة من الغضب والاستياء الشعبي الواسع في الأوساط اليمنية، اليوم الأربعاء، عقب تدمير الطائرة الرابعة والأخيرة من أسطول الخطوط الجوية اليمنية، إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف مطار صنعاء الدولي، ما أدى إلى احتراق الطائرة بشكل كامل، في ضربة موجعة جديدة لحركة النقل الجوي المدني في البلاد.
وتأتي هذه الضربة بعد أسابيع من قصف مماثل دمّر ثلاث طائرات أخرى تابعة لليمنية في المطار ذاته، لتتسبب الغارات المتلاحقة في تدمير كامل أسطول الخطوط اليمنية المتواجد في صنعاء، وسط اتهامات شعبية متصاعدة لجماعة الحوثي بتحويل المطار المدني إلى هدف عسكري مكشوف، بسبب استخدامها المتكرر له في إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ.
وحملت قطاعات واسعة من المواطنين والناشطين جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن توريط المطار في صراع عسكري مباشر مع إسرائيل، مشيرين إلى أن إصرار الجماعة على عسكرة المرافق المدنية جعلها عرضة للاستهداف المباشر، رغم إدراكها للعواقب الكارثية لذلك على المواطنين وقطاع الطيران.
وفي المقابل، عبّر الكثيرون عن إدانتهم الشديدة للقصف الإسرائيلي المتكرر على مطار مدني، محذرين من أن استهداف البنية التحتية للطيران المدني يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ومطالبين الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بموقف حازم حيال هذا التصعيد.
وتحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة غضب وسخط، حيث اعتبر ناشطون أن ما جرى هو "جريمة مزدوجة"، تقع مسؤوليتها بين الحوثيين الذين حوّلوا المطار المدني إلى ثكنة عسكرية، وإسرائيل التي أقدمت على تدمير ما تبقى من شريان النقل الجوي في البلاد، دون اعتبار للمدنيين الذين يستخدمونه للسفر، خصوصًا المرضى والطلاب والعالقين.
وبتدمير الطائرة الأخيرة اليوم، يكون مطار صنعاء قد فقد كامل قدرته التشغيلية في استقبال أو تسيير أي رحلات للخطوط اليمنية، في ضربة مؤلمة للمواطنين الذين يعيشون ظروفاً إنسانية واقتصادية خانقة، ويعتمدون على بقايا الأمل في فتح منفذ جوي يخفف من معاناتهم.